قضت هيئة محلفين عسكرية أميركية بتوجيه تأنيب رسمي الى محقق عسكري أميركي، لكنها لم تحكم بسجنه لقتله لواء عراقياً"خنقاً"في كيس نوم. وحُكم أيضاً على الضابط لويس ويلشوفر الذي يُعد أرفع مسؤول في الجيش الأميركي يتهم حتى الآن في وفاة معتقل عراقي، بدفع غرامة قدرها ستة آلاف دولار وتقييد حركته لفترة 60 يوماً. وكانت هيئة المحلفين ذاتها دانت ويلشوفر 43 عاماً أول من أمس، بالإهمال الذي أدى الى الموت بعدما قضت بأن وفاة اللواء العراقي الذي يُشتبه بأنه كان قائداً للمسلحين في بلدة القائم على الحدود مع سورية، لم تكن قتلاً عمداً. وتصل أقصى عقوبة لمثل تلك التهمة الى السجن ثلاثة أعوام والفصل من الخدمة. وكان ويلشوفر وضع اللواء عبد الحميد موحوش في كيس للنوم، وربطه بسلك كهربائي، قبل أن يجلس على صدره أثناء"استجوابه"في تشرين الثاني نوفمبر عام 2003. ووصف ممثلو الإدعاء أسلوب استخدام كيس النوم في الاستجواب بأنه"تعذيب"، وطالبوا بسجنه عامين وفصله من الخدمة. وأوضحت ممثلة الادعاء الكابتن الانا مات أن المتهم"قرر بأن تنفيذ المهمة أهم من أدائها في شكل صحيح ... لقد تضررت سمعة الجيش بسبب السيد ويلشوفر سواء هنا في الولاياتالمتحدة أو في العالم". ومعلوم أن معاملة الأميركيين السجناء في العراق أو في قاعدة"غوانتانامو باي"في كوبا، باتت من القضايا المهمة المثارة دولياً. كما برز إسم سجن"أبو غريب"السيىء الصيت في العراق اثر نشر صور مهينة للمعتقلين. وخلال جلسة محاكمة ويلشوفر، وصفه شهود بأنه"جندي ملتزم كان يسعى الى قمع المقاتلين في غرب العراق". ودمعت عينا ويلشوفر وهو يسأل المحلفين الرأفة قائلاً:"حاولت أن أكون جندياً مخلصاً أفضل مصلحة هذا البلد على مصلحتي الخاصة". وبكت أيضاً زوجة المتهم باربرا ويلشوفر وهي تشهد لمصلحته، قائلة إن أطفالهما الثلاثة شعروا بالألم والحيرة وأن الأسرة أنفقت مدخراتها على القضية. وأضافت أن"مواجهة هذه الاتهامات هي أقوى تحد في حياتنا معاً". وقال المحامي الرئيسي في فريق الدفاع فرانك سبينر إن قيادة الجيش فشلت في توجيه إرشادات واضحة للجنود العاملين في العراق حول أساليب الاستجواب. وأضاف أن"القائد ويلشوفر دافع عن بلاده ثم اعتبروه مجرماً ... عندما ترسلون رجالاً ونساء الى الحرب يجب إعطاؤهم قواعد واضحة". وسيواصل ويلشوفر عمله في الجيش وهو مرشح لنيل ترقية، ويمكنه التقاعد في تموز يوليو المقبل.