لا شك في أن تركيا من اكثر الدول تضرراً من تفاقم الأزمة الإيرانية. وتتخوف تركيا من رد فعل المجتمع الدولي على إصرار ايران الاستمرار، منفردة، في برنامجها النووي. وتتخوف تركيا كذلك من سعي ايران الى الحصول على قنبلة نووية. وليس قلق تركيا ناجماً عن احتمال استخدام هذا السلاح ضدها، فهذا أمر مستبعد، ولكن حصول ايران على سلاح نووي يخل بتوازن المنطقة، ويدفع عدداً من الدول العربية الى سباق تسلح نووي. ومن شأن سباق مثل هذا تهديد أمن الشرق الاوسط واستقراره. وقد يبعث السلاح النووي الحياة في احلام ايران بتصدير ثورتها، والتدخل في شؤون جيرانها من جديد. وتسعى الولاياتالمتحدة والترويكا الاوروبية في إقناع الصين وروسيا بدعم العقوبات على ايران في مجلس الأمن تحدة. والى يومنا هذا، يبدو اقناع الصين وروسيا صعباً. ولكن، في حال تخطي العقبة الروسية والصينية، قد لا يكفي فرض عقوبات اقتصادية على ايران لردعها. ومن شأن هذه العقوبات تفجير أزمة نفط تضر الاقتصاد التركي، وحجم التبادل التجاري بين تركياوايران وبلغ هذا التبادل نحو4 بلايين دولار في 2005. واحتمال لجوء اميركا الى أسوأ احتمال، أي ضرب المفاعلات النووية الايرانية، يقلق تركيا. ولن يقف الساسة الاتراك متفرجين، ولن يدعموا ايران. فالخارجية التركية تنصح نظيرتها الايرانية بكبح التصعيد، والتزام الديبلوماسية في سبيل انهاء الازمة الحالية. فأنقرة ترى أن ايران وحدها تملك حل هذه الازمة. ولكن هل تعمل طهران بنصيحة جيرانها؟ عن سامي كوهين،"مللييت"التركية، 17/1/ 2006