واشنطن، جنيف، لندن – أ ب، رويترز، أ ف ب – دعت الصين إيران أمس، الى القبول ب «التسويات» المقترحة لحل أزمة برنامجها النووي، وكررت رفضها فرض عقوبات جديدة قبل «استنفاد كل السبل» الأخرى. وقال هي يافي المندوب الصيني الجديد لدى الأممالمتحدة في جنيف، أن حكومته تجري محادثات دائمة مع إيران، وتحضها على قبول اقتراح تبادل الوقود النووي. وأضاف: «أقول لكم بصدق: لا نحبذ العقوبات. اعتقد بأن باب التسوية من خلال التفاوض، باب الديبلوماسية، لم يُغلق. يجب استنفاد كل سبيل، قبل أن نقرر في شأن احتمال فرض إجراءات عقابية جديدة» على إيران. وشدد هي يافي الذي كان نائباً لوزير الخارجية ومنخرطاً في المفاوضات حول إيران، على رفض بلاده تطوير طهران «قدرات تمكّنها من إنتاج أسلحة نووية». وحض رئيس «مجلس خبراء القيادة» هاشمي رفسنجاني الحكومة الإيرانية على «التصرف بحكمة في الملف النووي، في شكل يزيل قلق المجتمع الدولي»، معتبراً ان «الدول الغربية لم تتعامل بصدق مع الجمهورية الإسلامية منذ تأسيسها». وخاطب الدول الست المعنية بالملف النووي، قائلاً: «إيران راضية بحقوقها، لذلك تجنبوا ارتكاب أخطاء تاريخية، وارتضوا بحقوقكم». في الوقت ذاته، أوردت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان سيزوران بكين قريباً، لمناقشة الملف النووي الإيراني. وكان وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي موشيه يعالون ومحافظ المصرف المركزي ستانلي فيشر، زارا الصين الشهر الماضي، في محاولة لإقناعها بالموافقة على فرض عقوبات جديدة على إيران. وانتقد فيليب غوردون مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، تركيا لامتناعها عن التصويت على قرار اتخذه مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويطالب إيران بوقف بناء المنشأة الجديدة لتخصيب اليورانيوم قرب مدينة قم، مشيراً الى أن «كثراً سيشعرون بخيبة إذا شكّلت تركيا استثناءً حيال الإجماع الدولي على (كيفية) التعامل مع إيران». يأتي هذا الموقف الأميركي المتشدد، بعدما اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن «القول إن إيران تصنع أسلحة نووية، هو مجرد اشاعات». وقال في حديث الى «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي): «خذ إسرائيل على سبيل المثال. هي تمتلك أسلحة نووية. لماذا لا تطلب دول أخرى منها التخلص من أسلحتها النووية، فيما تطلب ذلك من إيران»؟ الى ذلك، أعلن رئيس «المنظمة الإيرانية للوكالة الذرية» علي اكبر صالحي استعداد بلاده لأن تسلّم دفعة واحدة على أرضها وفي شكل متزامن، 1200 كيلوغرام من اليورانيوم منخفض التخصيب، في مقابل حصولها على وقود نووي يُستخدم في تشغيل مفاعل طهران للبحوث الطبية. لكن فرنسا رأت في ذلك تأكيداً لرفض إيران اقتراح الوكالة الذرية في هذا الشأن.