بدا من الصعب عشية الانتخابات التشريعية الفلسطينية اليوم التكهن بنتائجها لأنها تجرى للمرة الاولى بمشاركة"حركة المقاومة الاسلامية"حماس، وفي ظل رغبة شعبية كبيرة في التغيير ومحاربة الفساد. وتباينت توقعات الشارع الفلسطيني بين من يرجح فوز"فتح"بسبب امتدادها الشعبي الواسع واعتدالها الذي يستقطب الاصوات المتأرجحة ويضمن الدعم الدولي مالياً وسياسياً، وبين من يؤكد فوز"حماس"بسبب ما تتمتع به من تأييد شعبي واسع وتعاطف مع برنامجها الانتخابي الداعي التغيير ومكافحة الفساد. ولكن لم يبد صعباً معرفة الموقف الفلسطيني في حال تحقيق"حماس"نتائج"مهمة"في الانتخابات، اذ اكد القائم باعمال رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت للاسرائيليين امس في كلمة في هرتسليا ان الدولة العبرية أقوى من أن تخشى فوز"حماس"في الانتخابات. وقال انه مهما تكن النتائج فإن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مطالب بتنفيذ تعهده لاسرائيل وللمجتمع الدولي بتجريد"حماس"من سلاحها، ملمحاً الى ان اسرائيل"التي تفضل التوصل الى تسوية عبر التفاوض مع الفلسطينيين"قد تضطر الى فرض تسوية كهذه، من دون استشارة الفلسطينيين اذا لم تنفذ السلطة التزاماتها. راجع ص4 و5 وقال اولمرت، ان"السبيل الوحيد لتحقيق ذلك ?السلام? هو التطبيق الكامل لخريطة الطريق."واضاف"سنتمسك بكل الالتزامات التي قطعناها على انفسنا في اطار خريطة الطريق ونطالب القيادة الفلسطينية في رام الله بأن تفعل بالمثل."وشدد على أن التزامات اسرائيل تشمل"الحد من البناء في المستوطنات وتحسين نوعية الحياة للسكان الفلسطينيين وازالة المواقع الاستيطانية غير المرخص لها". وقال انه يأمل بان تتيح الانتخابات التشريعية الفلسطينية احراز تقدم نحو اجراء محادثات سلام. واعتبر ان المهمة"الاهم"امام حكومته هي تحديد الحدود الدائمة للدولة العبرية، معلنا ان اسرائيل تؤيد قيام دولة فلسطينية"حديثة وديموقراطية". وجاء التفسير ل"عدم القلق الاسرائيلي"من فوز محتمل ل"حماس"من القطب الثاني في حزب"كديما"شمعون بيريز الذي اعتبر في حديث اذاعي ان للفلسطينيين، وليس لاسرائيل، ما يخسرونه من فوز"حماس"وتساءل:"من سيتفاوض مع حماس في حال شكلت الحكومة الفلسطينية؟ من سيتفاوض مع تنظيم ارهابي؟ من سيقدم المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية؟ ماذا ستفعل حماس اذا لم تتخل عن سلاحها؟ كيف ستصرف معاشات نحو 150 ألف موظف؟". ووجه الرئيس عباس دعوة للفلسطينيين لممارسة حقهم في الانتخاب. وقال للصحافيين عقب لقائه الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر الذي يقود فريقا من المراقبين الدوليين لمراقبة لانتخابات الفلسطينية:"الانتخابات حق وواجب، وأنا أدعو جميع الفلسطينيين الى ممارسة واجبهم الوطني هذا". وأعرب عباس عن رضاه لارتفاع مستوى الرقابة الأجنبية على الانتخابات وقال:"نحن سعداء بالمراقبين الذين جاؤوا ليشاهدوا ويراقبوا الديموقراطية الفلسطينية".