نقل تلفزيون"العربية"عن الرئيس الموريتاني المخلوع معاوية ولد سيد أحمد الطايع دعوته أمس الاثنين القوات الموالية له الى التدخل لإعادة الامور الى نصابها الدستوري في موريتانيا، في اشارة الى الانقلاب الذي اطاح به في الثالث من الشهر الجاري. وقال ولد الطايع ا ف ب في مقابلة مع مراسل العربية في نيامي بالنيجر حيث يوجد منذ الانقلاب، انه اعطى أوامر الى قواته بالتدخل لإعادة الامور الى نصابها الدستوري واعداً بالعودة قريباً الى البلاد. كما هاجم في شدة الانقلابيين الذين وصفهم ب"المجرمين الذين خانوه وخدعوا الشعب". واعلن انه يواصل اتصالاته الديبلوماسية على المستوى العالمي خصوصاً مع الاتحاد الافريقي. وأفادت مصادر موريتانية"الحياة"في الجزائر ان"المجلس العسكري"الحاكم يتعامل"بحذر شديد"مع مطالب قوى المعارضة بإلغاء كل المتابعات القضائية وإصدار عفو شامل عن جميع المساجين الأصوليين، في مسعى يهدف إلى إعطاء ضمانات لعواصم عربية وغربية كانت نواكشوط تعهدت لها بمواصلة"الحرب ضد الإرهاب". وأكدت أن المجلس العسكري يرفض إقرار عفو شامل إلى غاية الحصول على معطيات كافية في شأن هوية المساجين الذين لا يشكل الإفراج عنهم خطراً على الأمن العام، سيما بعد حصول نواكشوط على أدلة مادية في شأن نشاط بعضهم ضمن تنظيم"القاعدة"في موريتانيا بدعم من"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"الجزائرية. ولم تخف مصادر ديبلوماسية مخاوفها من تأثير الشارع الموريتاني وبيانات الدعم والتأييد الصادرة عن الأصوليين للمجلس العسكري على قراره في شأن إخلاء السجون وتجاهل"التهديدات الإرهابية"التي تعتقد أنها تهديدات حقيقية برزت بوضوح في موريتانيا بعد حادثة الهجوم على ثكنة"لمغيطي"وخلّفت مقتل 17 عسكرياً وقبلها الاعتداء على دورية الدرك بمنطقة العيون. وبين أعضاء المجلس العسكري ضباط متشددون في التعامل مع ملف الأصوليين. واعتبر مصدر ديبلوماسي أن تنظيمات"السلفية الجهادية"ستكون الخط الأحمر الذي لن يتجاوزه، على الأرجح، المجلس العسكري في سياسة الانفتاح على قوى المعارضة. وقال ان العديد من العواصم وبينها واشنطنوالجزائر وتل أبيب تبدي مخاوف من أن يعمد المجلس الحاكم إلى استجابة كل مطالب قوى المعارضة بهدف تدعيم مكانته في الشارع الموريتاني على حساب الالتزامات الإقليمية في مجال مكافحة الإرهاب. واستضافت نواكشوط قبل أسبوعين لقاء على مستوى قادة أركان دول الصحراء الكبرى وبينها الجزائر تحت إشراف قيادة القوات الأميركية في أوروبا مقرها شتوتغارت وتم إعداد خطة عمل ميدانية لمحاصرة تهديدات تنظيم"القاعدة"في المنطقة. ولا يعلم مصير الخطة بعد رحيل الرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطايع الذي كان التقى قادة هذه الوفود العسكرية. واختتمت أمس مناورات باشراف الولاياتالمتحدة لملاحقة متطرفين مشتبه فيهم عبر الحدود الموريتانية - الجزائرية مروراً بمالي وانتهاء في تشاد.