اتهم زعيم عشيرة في القائم على الحدود العراقية - السورية القوات الأميركية والجيش العراقي بمحاولة"اشعال فتنة طائفية وعرقية في المدينة من خلال تهجير بعض العائلات الشيعية والكردية"، فيما أعلن رئيس الحكومة ابراهيم الجعفري ان القوات العراقية"تحاول فرض سيطرتها على القائم التي اخترقتها عناصر ارهابية من خارج العراق"مشيراً الى ان"الحوار يتقدم على الحل العسكري في معالجة الأزمة". وقال الشيخ اسامة الجدعان زعيم عشيرة الكرابلة ل"الحياة"ان"الأحاديث التي دارت على لسان بعض المسؤولين حول قيام سكان مدينة القائم بطرد الشيعة والأكراد غير صحيحة فهذه العائلات هاجرت من القائم باتجاه مدنها الأصلية أو الى ناحيتي عكاشات وأم تينة مع بقية العائلات السنية هرباً من القصف المتواصل للمدينة بحجة ايواء المسلحين". لافتاً إلى ان القوات الأميركية تعمدت تهجير بعض العائلات واتخذت منازلها مقرات عسكرية ما دفع الكثير منها إلى السكن في مخيمات صغيرة في النواحي". وأضاف ان"اجتياح القوات الأميركية للقائم حدث بالطريقة ذاتها التي اجتاح بها هولاكو بغداد قبل أكثر من 800 عام حين دمر كل الجسور التي تربط الكرابلة وناحية الرمانة إلى جانب تخريب عشرات المزارع والمنازل ومرافق الخدمات العامة ما دفع الأهالي إلى مغادرتها". واتهم القوات الأميركية والعراقية"بسرقة موجودات المنازل ونهب أموال المواطنين ومقتنيات النساء من الحلي الذهبية بعد هرب العائلات تحت ضغط القصف الجوي والاجتياح البري". وأكد ان"العائلات النازحة تعيش أوضاعاً صحية سيئة والمستشفيات باتت عاجزة عن توفير الأدوية اللازمة لمعالجة الجرحى من المدنيين"، مطالباً المنظمات الانسانية العالمية بزيارة المدينة والاطلاع على الوضع الحقيقي فيها. وحذر القوات الأميركية والحكومة العراقية من الاستمرار في ما وصفه"مسلسل ابادة المدن بحجة القضاء على الارهاب ووقف تسلل العناصر المسلحة". مشيراً إلى ان دخول القوات الأميركية إلى المدن"يساعد على تدفق المسلحين عليها لمقاومة الاحتلال". ووصف تصريحات وزير الدفاع سعدون الدليمي ومحافظ الأنبار السابق الشيخ فصّال الكعود حول وجود نزاعات بين العشائر التي تسكن المدينة بسبب مساندة بعضها العناصر التكفيرية وتحالف بعضها الآخر مع الحكومة بأنها"غير دقيقة"، وقال ان ما يردده بعض المسؤولين في الحكومة"يتناقض مع ما هو موجود على أرض الواقع"ومشدداً على ان كل العشائر التي تسكن القائم"تتخذ المواقف ذاتها في مناهضة العناصر التكفيرية لكنها لا تتدخل في عمل المقاومة التي تستهدف الاحتلال". وعن امكان مشاركة القائم وبعض الأقضية الأخرى في محافظة الأنبار في الاستفتاء على الدستور في ظل الظروف الحالية قال الجدعان ان"المشكلة التي يخلقها المنتفعون والوصوليون في الحكومة العراقية والقوات الأميركية تأتي في اطار لعبة سياسية تهدف في النهاية إلى حرمان المدينة من المشاركة في الاستفتاء على الدستور"، لافتاً إلى"أهمية تهيئة الظروف الملائمة لمشاركة سكان الأنبار بجميع أقضيتها في الاستفتاء والانتخابات العامة المقبلة". يذكر ان القائم الحدودية تعرضت لعمليات عسكرية سابقة آخرها في أيار مايو الماضي، اثر ورود أخبار عن تسلل الزرقاوي إلى المدينة ومعالجته في مستشفى الرمادي، بعد اصابته. وتنقسم المدينة إلى ثلاث مناطق هي: حصيبة والكرابلة وسعدة التي نشأت عقب تشييد مصانع استخراج الفوسفات، وهي المنطقة الوحيدة التي تضم خليطاً متجانساً من السنة والشيعة والأكراد والتركمان والمسيحيين.