هدد زعيم"القائمة الوطنية العراقية الموحدة"صالح المطلك أمس، بمقاطعة الانتخابات المقرر اجراؤها منتصف كانون الأول ديسمبر المقبل اذا لم توقف القوات الأميركية والعراقية عملية"الستار الفولاذي"التي يشنها 2500 جندي أميركي وألف جندي عراقي في منطقة القائم على الحدود مع سورية. جاء ذلك في وقت اتهم زعماء محليون القوات الأميركية بشن عمليات قصف عشوائية على مدينة حصيبة، تنفيذاً لتهديدات وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي. وقال رئيس عشائر الكرابلة في القائم الشيخ أسامة الجدعان ل"الحياة"إن"الستار الفولاذي"تستهدف قتل وابادة وتهجير العدد الأكبر من العراقيين في المنطقة الغربية، وتدخل في نطاق الأهداف السياسية الرامية إلى منع الأنبار ومدن سنية أخرى من المشاركة في الانتخابات المقبلة. وأضاف أن"ما يروج عن وجود مجموعات مسلحة ومقاتلين عرب في مناطق حصيبة والكرابلة والرمانة والعش وسواها من مدن وقرى القائم ما هي الا أكاذيب لا تستند إلى وقائع"، مشيراً إلى أن"المعارك والهجمات والقصف الجوي متواصل على تلك المناطق منذ عامين ونصف العام، ولم تتمكن القوات الأميركية من اثبات وجود معسكرات تدريب أو مخازن أسلحة كما تدعي". وتحدى الجدعان هذه القوات أن تثبت ادعاءاتها المتكررة، مؤكداً أن"الحملة الأخيرة تندرج في اطار ترجمة تهديدات الدليمي بهدم المنازل على الأطفال والنساء على الأرض". وأضاف أن"هناك الآن قصفاً عشوائياً تعقبه عمليات هدم للمنازل. وشهد يوم أمس فقط هدم سبعة منازل في الكرابلة وأربعة في حصيبة وثلاثة في سعدة". وأشار إلى أن المصادر العشائرية في المنطقة أحصت سقوط 20 قتيلاً معضمهم من الأطفال والنساء خلال القصف وجرح 50 آخرين". وكان الناطق باسم قوات"التحالف"في العراق الجنرال دونالد اليستون قال خلال مؤتمر صحافي إن العمليات التي نفذت أخيراً في الأنبار ساعدت الأهالي على الانخراط في العملية السياسية وليس العكس. وحاول الناطق باسم الحكومة العراقية ليث كبة التقليل من الآثار السلبية لتصريحات وزير الدفاع العراقي، قائلاً إن"وزير الدفاع لم يكن يقصد المعنى الحرفي لتصريحاته"، مؤكداً أن"سياسة هدم المنازل صدامية وبعثية وليست من ثوابت الحكومة العراقية". لكن تهديدات الدليمي تفاعلت بقوة في أوساط الأحزاب والهيئات السنية التي دانتها في بيانات متفرقة. وقال زعيم"القائمة الوطنية العراقية الموحدة"صالح المطلك ل"الحياة"إن تلك التصريحات تفضح التوجهات الانتقامية للحكومة وهي مؤشر واضح الى حجم"الارهاب"الحكومي والأميركي الموجه ضد أبناء الشعب العراقي والذي تجسد أخيراً بعمليات القائم. وطالب المطلك باستقالة الدليمي واعتباره"مجرم حرب"يستحق المحاكمة، مؤكداً أن تهديداته الأخيرة"تبين أنه غير صالح لمنصبه الحالي". وجاء في بيان أصدره المطلك أن"شن عمليات الابادة العسكرية ضد هذه المناطق مع اقتراب موعد الانتخابات ... يعيد الى الأذهان عمليات تدمير الفلوجة التي سبقت الانتخابات السابقة"في 30 كانون الثاني يناير الماضي. وأضاف المطلك"اننا نحذر ونقول إن صبر العراقيين المؤمنين بوحدتهم ومصيرهم بدأ ينفد وأنهم قد يردون على عمليات ابادتهم بمختلف الوسائل السلمية المتاحة أمامهم وفي مقدمها مقاطعة العملية السياسية والعصيان المدني الشامل وغيرها". وأوضح"اننا في الوقت الذي نطالب فيه بوقف هذه العمليات المجرمة فورا والتي ندينها ونستنكرها بشدة نتساءل عن أسباب توافقها وتزامنها مع عمليات الاغتيالات والتصفيات الجسدية التي تتعرض لها الشخصيات العراقية الوطنية وآخرهم الدكتور فخري القيسي الذي هو في حالة حرجة الآن". وكان مصدر أمني أفاد أول من أمس أن العضو في مجلس الحوار الوطني فخري القيسي والأمين العام اللجنة العليا للدعوة والارشاد والفتوى جُرح في محاولة لاغتياله في حي الغزالية غرب بغداد.