كيف ترى انقرة ما يحدث في العراق، وما سيحدثه هذا الدستور الجديد الذي يخشى الاميركيون أنفسهم ان يدفع الى حرب اهلية في العراق، من دون ان تحرك ساكناً او تعلق عليه. فاندلاع حرب اهلية في العراق يؤدي الى: تدخل ايران لحماية أنصارها الشيعة. وهذا يزيد تاثيرها في المنطقة، ويهدد بشكل مباشر تركيا. وقد تدخل ايران حينها في حرب مباشرة مع اسرائيل. وتتسابق بعدها دول المنطقة، من اجل الصراع على الزعامة. فيما تتحول مناطق السنّة العرب بالعراق، الى مأوى للقاعدة يهدد امن تركيا. وقد تسعى حينها اميركا الى قلب نظامي الحكم في ايران وسورية وذلك من طريق اثارة الملفين الكرديين فيهما، ما سيؤثر تلقائياً، بشكل سلبي، في الملف الكردي بتركيا. اذاً، فما الذي على تركيا ان تفعله لمنع وقوع هذا السيناريو؟ عليها ان تتدخل بشكل مباشر وفعال في العراق. فطالما ان حماية وحدة اراضي العراق مصلحة تركية، كما هي مصلحة اميركية، وطالما ان تمكين ايران والقاعدة من العراق هو ضد مصلحة العرب وتركيا معاً، وطالما ان هذه الحرب هي ضد مصلحة الاقتصاد العالمي واسرائيل، فإن على تركيا ان تتزعم حلفاً عسكرياً تنضم اليه الدول العربية والاسلامية، مثل مصر والجزائر والمغرب، وان تتحرك فوراً الى المنطقة. وانه لمن المفيد دعوة حلف الناتو الى هناك ايضاً. ان اميركا قد فقدت السيطرة على العراق. ولن تقول لا لدعم عسكري من هذا النوع. وعلى تركيا ان تسارع الى اعلان عزمها تزعم تحالف عسكري مثل هذا، يضمن وحدة اراضي العراق وصياغة دستور محايد ويضمن لتركيا تفوقاً عسكرياً في شمال العراق للتخلص من حزب العمال الكردستاني هناك. عن جونيت اول سافار، حرييت التركية، 5/9/2005