ربما كان نجاح التلفزيون الرسمي في تحقيق"درجة عالية من الحياد"خلال فترة الحملات الرئاسية في مصر هو المفاجأة الوحيدة التي تضمنها تقرير"مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان"الذي صدر أمس لتقويم أداء وسائل الإعلام خلال الحملات الانتخابية. لكن التقرير رصد انحيازاً واضحاً في أداء الفضائيات المصرية الخاصة والصحف القومية لمصلحة الرئيس حسني مبارك. ولاحظ المرصد الإعلامي الذي أنشأه المركز لمتابعة وسائل الإعلام خلال مراحل الانتخابات"وجود قدر ملحوظ من تحسن أداء قنوات التلفزيون الرسمي". إذ خصصت القناتان الأولى والثانية 18 و15 في المئة من وقت تغطية الحملات للرئيس مبارك، في مقابل 13 في المئة لكل من مرشح حزب"الوفد"الدكتور نعمان جمعة ومرشح حزب"الغد"الدكتور أيمن نور. وقال التقرير الذي اعتمد على التحليل الكمي والكيفي للزمن والمساحات المخصصة للمرشحين في وسائل الإعلام، إن التلفزيون المملوك للدولة"أتاح للمرشحين المنافسين لمبارك فرصة مناسبة لتقديم صورة إيجابية عن أنفسهم"، لكن"غلبة الطابع الحيادي والإيجابي"والحرص على تجنب القضايا الخلافية"قلل من إمكان الإفادة من الحملة الانتخابية". وفي مقابل حياد التلفزيون الحكومي، اتسم أداء فضائيتي"دريم"و"المحور"المملوكتين لرجال أعمال مصريين"بدرجة عالية من التحيز للرئيس مبارك". وإذا كانت هذه هي الحال في التلفزيون، فإن المشهد في الصحافة المطبوعة اتسم بتنوع أكبر. وكان انحياز الصحف القومية المملوكة للدولة للرئيس مبارك لافتًا، إذ خصصت جريدة الجمهورية 65 في المئة من مساحات التغطية لمرشح الوطني، إضافة إلى 9 في المئة لنشاطه الرئاسي. بينما أفردت جريدتا الأهرام والأخبار 57 في المئة لمبارك و12 في المئة لمهماته الرئاسية.