يحضر الرئيس حسني مبارك مرشح الحزب الوطني للانتخابات الرئاسية المقررة في السابع من ايلول سبتمبر المقبل، مؤتمراً انتخابياً في محافظة المنيا وسط الصعيد اليوم. وقالت مصادر في الحزب إنه سيعرض فيه تفاصيل عن خطته لتنشيط مستوى الطبقة المتوسطة، لكن مراقبين رجحوا أن يعمد مبارك الى الرد ولو بطريقة غير مباشرة على هجوم عنيف شنه ضده رئيس حزب"الغد"الدكتور أيمن نور في مؤتمر انتخابي عقده الأخير مساء أول من امس في مدينة المحلة الكبرى التي كان مبارك عرض فيها في صباح اليوم ذاته تفاصيل برنامجه لمصلحة اصحاب مصانع المنسوجات والملابس والعمال فيها. وكان نور اعتبر ان القيادات في مصر"شاخت ما أدى الى تصلب شرايين البلاد"، وقال انه سيقدم الى مجلس الشعب البرلمان - في حال فوزه - قانوناً لمحاسبة رئيس الجمهورية. ووصف تاريخ الوزراء في مصر بأنه"مخجل"، وذكر أنه كان يقول لبعض الوزراء عندما يلتقي بهم في ساحة البرلمان انهم لصوص ولا يتخذون موقفاً، معتبراً أن غياب رد فعل منهم"لأنهم لا يهمهم اي فرد من الشعب في الاساس". وقال انه سيقدم اعانة للعاطلين عن العمل اذا فاز بالمقعد الرئاسي سيأتي بعائدها"من كروش الحكومة". واقسم نور أن وعود مبارك من فرص عمل للشباب"وهم وخيال". وتزاحمت الجماهير في المحلة لمصافحة نور وحملوه على الاكتاف وفوجئ الحاضرون بانهيار المنصة فور صعود نور عليها الأمر الذي ادى الى سقوطه تحت المنصة واصابته باصابات طفيفة في مؤخرة رأسه وكذلك اصابة أحد قيادات"الغد"في الغربية بأزمة قلبية وتم نقله الى مستشفى حباظة. وساد الارتباك بعد انهيار المنصة لفترة ثم بدأ الحاضرون بترديد الهتافات المعادية للحزب الحاكم. وفي المقابل عقد المسؤول الاعلامي عن حملة مبارك الانتخابية الدكتور محمد كامل مؤتمراً صحافياً امس تناول فيه انتقادات صدرت من جهات معارضة تجاه الانتخابات. وأوضح ان قاضياً سيكون موجوداً في كل لجنة فرعية في الانتخابات. وقال كمال"ان الرئيس مبارك طرح مبادئ عامة لمسألة التعديل الدستوري وانه بذلك يؤكد أنه لا يحتكر عملية تعديل الدستور فهناك دور للبرلمان ودور للشعب". وتعليقاً على اعلان احد المرشحين عن دستور جديد، قال كمال"اننا لا نحتاج الى دستور جديد فالدستور الحالي مليء بالايجابيات ولا يقل عن دستور اي دولة ديموقراطية"، مشيراً الى أن الدستور الذي طرح من أحد المرشحين يتضمن نقلاً عن دساتير اخرى ومليء بالتناقضات ولا يوجد ربط بين مواده وهو يتحدث عن جمهورية برلمانية ويفصل بين الحقوق والواجبات ويعطي ادواراً غريبة لمؤسسات موجودة بالدولة منها منح المحكمة الدستورية حق حل مجلسي الشعب ويمنح الجهاز المركزي للمحاسبات دورا للقيام بتعداد السكان، مشيراً الى أن مثل هذا الدستور لا يوجد له مثيل في العالم. وأضاف أن هذا الدستور الذي اقترحه أحد المرشحين فيه تناقضات كبيرة فهو يدعو الى إجراء اربعة مراحل لانتخابات رئيس الجمهورية ثم يأتي رئيس ليس له سلطات"، معتبراً أن مثل هذا"الدستور لا يقبله اي منطق او عقل". وعن دور ووجود السيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس حسني مبارك في الحملة الانتخابية، قال كمال"ان السيدة سوزان مبارك كانت موجودة خلال اعلان الرئيس مبارك ترشيح نفسه في مدرسة المساعي المشكورة في المنوفية وايضاً في خطابه الذي طرح فيه برنامجه الانتخابي وانها موجودة في الفيلم الوثائقي الذي انتجته الحملة وانها ستشارك ايضاً في لقاءات اخرى للرئيس مبارك اثناء الحملة الانتخابية في الايام المقبلة". وأكد المسؤول في الحزب الحاكم ان هناك فصلاً كاملاً بين مهمات مبارك كرئيس للجمهورية ونشاطه كمرشح الحزب الوطني للانتخابات الرئاسية"حيث تدار الحملة الانتخابية من مبنى مملوك للحزب الوطني وان ادارة الحملة هي التي تقوم بالاعداد والانفاق وكل الترتيبات للقاءات التي يحضرها الرئيس مبارك للترويج لبرنامجه الانتخابي. أما بالنسبة الى نفقات الأمن والحراسة الخاصة برئيس الجمهورية فتتحملها ميزانية الدولة شأنها شأن كل دول العالم خصوصاً أن مبارك لا يزال هو رئيس الجمهورية". إلى ذلك طالبت"الحملة الوطنية"التي تضم ناشطين مصريين يسعون الى مراقبة الانتخابات المرشحين العشرة لمنصب رئيس الجمهورية بالعمل على السماح لمنظمات المجتمع المدني بمراقبة سير العملية الانتخابية التي ستتم في 7 ايلول. وأعلن الناطق باسم الحملة السيد محمد زارع اسماء المراقبين الميدانيين للحملة على مستوى مصر، واشار الى أنه سلم نسخة منها الى وزارتي العدل والداخلية. وعرض ممثلو الحملة في المؤتمر تقريراً عن ما قامت وحدة المراقبة الإعلامية برصده في وسائل الإعلام المقروءة القومية والخاصة بدءاً من يوم 28/7/2005 الذي أعلن فيه الرئيس مبارك ترشيحه للانتخابات المقبلة، حتى يوم 12 آب اغسطس الذي اعلنت فيه اللجنة العليا للانتخابات الاسماء النهائية التي تتنافس على هذا المنصب. واسفر التحليل الكمي لجريدة"الاهرام"عن حصول مرشح الحزب الوطني مبارك على 59 في المئة من مجموع ما نشر عن المرشحين في الانتخابات الرئاسية في الصحيفة الاولى، يليه المرشح وحيد الاقصري بنسبة 5 في المئة ثم نعمان جمعة وأيمن نور بنسبة 1 في المئة لكل منهما. اما جريدة"الأخبار"فكان نصيب المرشح مبارك 52 في المئة من اجمالي التغطية الكلية في الجريدة لأخبار المرشحين، يليه بفارق كبير نعمان جمعة وأيمن نور بنسبة 6 في المئة لكل منهما، بينما بلغت نسبة التغطية الصحافية لمبارك في جريدة"الجمهورية"39.4 في المئة، يليه مرشح حزب الوفد نعمان جمعة بنسبة 9 في المئة، ثم أيمن نور بنسبة 5.5 في المئة، وذلك من اجمالي التغطية الكلية للمرشحين في الجريدة. ولكن مجلة"روز اليوسف"قامت بتغطية مبارك بنسبة 39 في المئة ونعمان جمعة بنسبة 36 في المئة أما أيمن نور فكان نسبة التغطية له 11 في المئة.