التقط مرشحو الرئاسة المصرية أنفاسهم في يوم العطلة الأسبوعية أمس بعد أسبوع مضن جالوا فيه في أنحاء مختلفة من محافظات مصر. لكن رئيس حزب"الغد"الدكتور أيمن نور ظل حريصاً على الحفاظ على ايقاعه النشط، فجال أمس في محافظة الدقهلية وصلى الجمعة مع أهالي مدينة نبروه ثم عقد مؤتمراً انتخابياً، قبل ان ينتقل الى محافظة المنوفية حيث عقد مؤتمراً آخر في مدينة تلا. ورتب الحزب الوطني الحاكم، في المقابل، مؤتمراً للرئيس حسني مبارك في مدينة المنصورة التابعة لمحافظة الدقهلية التي يزورها غداً الأحد حيث سيعقد مؤتمراً انتخابياً هناك يتوقع أن يستكمل فيه عرض تفاصيل برنامجه الانتخابي، خصوصاً ما يتعلق بالمشاكل الحياتية للناس وتحسين مستوى الخدمات وعرض حلول للقضايا الاجتماعية والاقتصادية. وينتظر أن يجول مبارك في محافظات أخرى عدة طوال فترة الدعاية الانتخابية التي سينهيها في القاهرة بحوار مع مجموعة من الشباب سيخصص لعرض تفاصيل برنامجه في شأن قضية الإصلاح السياسي. وكان مساء الخميس حافلاً بمؤتمرات المرشحين، إذ عقد رئيس حزب"الوفد"السيد نعمان جمعة مؤتمراً في محافظة قنا في الصعيد أكد فيه أن أول قرار سيصدره في حال فوزه بالانتخابات هو إلغاء كل القوانين الاستثنائية وفي مقدمها قانون الطوارئ، وقال إنه سيعمل على تشكيل حكومة محايدة للإشراف على اجراء انتخابات مجلس الشعب بنظام القائمة النسبية حتى يصبح"الحكم للشعب"، معتبراً أن الانتخابات الرئاسية تمثل فرصاً ذهبية للشعب المصري ليثبت تمسكه بحقه في اختيار حاكمه وانها الفرصة الأمثل لإحداث"التغيير بطريقة أخرى"، مطالباً الجماهير بالتوجه الى صناديق الانتخابات والادلاء بأصواتهم"لمن يختارونه". ووعد بأن يخص الصعيد بخدمات وصناعات كبيرة في برنامجه الانتخابي وبناء طريق من القاهرة حتى وادي حلفا في اتجاهين بعرض 60 متراً. وقال إن هذا الطريق سيؤسس نهضة صناعية وزراعية وسياحية ويمكن مده الى السودان"لتحقيق التكامل مع الاشقاء"، مشيراً الى أنه يمكن حل مشكلة البطالة في مصر عن طريق ضغط الإنفاق والغاء القوانين الاستثنائية وتطوير الجهاز الاداري للدولة ومنح حرية الحركة للبنوك في منح القروض. ولفت الى أن حزبه ينادي بالديموقراطية الحقيقية حتى يشعر الشعب أنه صاحب هذا البلد وإرادته هي التي تحدد من الذي يحكم ومن الذي يصدر القرار. وأكد مرشح"الوفد"ان العمال والفلاحين"لا يحتاجون الى نسبة لتمثيلهم في المقاعد البرلمانية، بل يحتاجون الى الدخل المناسب والرعاية الصحية والاجتماعية". أما نور فجال مساء الخميس في شوارع مدينة الاسكندرية الساحلية وعقد مؤتمراً انتقد فيه وسائل الإعلام بسبب ما اعتبره"عدم حيادها في تغطية حملته". ورداً على الشائعات التي تروج بأنه حصل على دعم خارجي، شدد نور على أن مرشح حزب"الغد""لم يتلق ولن يقبل أي أموال من الخارج"، قائلاً:"اقسم بالله العظيم أن هذه مجرد شائعات الهدف منها تشويه صورة مرشح حزب الغد ومرشحكم لرئاسة الجمهورية"، و"أن النظام ورموزه هم الذين يحجون كل عام حول البيت الأبيض في شهر آذار مارس من كل عام ويحاولون بكل ما يستطيعون كسب التأييد والدعم من الخارج". وأكد رئيس حزب"الوفاق القومي"المرشح لرئاسة الجمهورية الدكتور رفعت العجرودي أن عملية الخصخصة وبيع القطاع العام اضافت مئات الآلاف الى طابور البطالة. وقال العجرودي في مؤتمر شعبي عقده مساء أول من أمس في مدينة الزقازيق إن وقف هذه العملية سيحافظ على فرص العمل القائمة اضافة الى أن بناء الدولة لوحدات انتاجية جديدة سيوفر فرصاً أخرى، وأضاف ان التصدي لظاهرة الغلاء ومحاربة الفساد وكفالة الحريات العامة التي ضمنها الدستور هي أهم أولوياته اذا ما شُرّف بقيادة مصر وشعبها، وأنه سيجعل الشعب المصري من الشعوب التي يشار اليها بالبنان وسيستغل كل ثرواتها ومواردها بالشكل الأمثل. وشدد على أن مصر لا بد أن تعود رائدة في مجال الزراعة كما كانت، وذلك باتباع الدورة الزراعية والتركيز على المحاصيل الاستراتيجية الأساسية وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتسارع خطوات التكامل الاقتصادي العربي لزيادة الانتاج، مع تعميق العلاقات الاجتماعية العربية للقائمين بالعمل الزراعي. وأكد أن همه الأول هو الفقراء لأن شعب مصر يستحق أن يعيش حياة كريمة"لأن لدينا من الخبرات الكثير من منابع نهر النيل الى مصبه". الى ذلك اصدر مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان تقريره المرحلي الأول للمرصد الاعلامى للانتخابات الرئاسية الذي قوّم أداء وسائل الاعلام المملوكة للدولة والمستقلة خلال الاسبوع الاول من الحملة الانتخابية. وقال مدير المركز بهي الدين حسن ان التقرير تناول اداء 4 قنوات تلفزيونية حكومية الاولى والثانية والثالثة والنيل للأخبار وقناتين مستقلتين المحور ودريم 2 بالإضافة إلى 17 صحيفة قومية ومستقلة، مشيراً الى ان اداء تلك المؤسسات الإعلامية التى خضعت للمراقبة من قبل مركز القاهرة لمدة أسبوع جاء ايجابياً مقارنة بمناسبات سابقة، مع الأخذ في الاعتبار ان مصر تخوض الانتخابات على منصب الرئيس لأول مرة في تاريخها. واكد انه على غير المتوقع جاء اداء قنوات التلفزيون الحكومية اكثر ايجابية من الصحف القومية، الا ان القيود التي تضمنتها المعايير التي وضعتها وزارة الإعلام لم تساعد على توفير مناخ يطلق التنافسية السياسية.