تواصلت المواجهات في تلعفر 80 كلم غرب الموصل لليوم الثاني على التوالي بين القوات الأميركية والعراقية من جهة والمسلحين من جهة أخرى، ودعا نائب رئيس الجمهورية الشيخ غازي عجيل الياور سكان المنطقة العمل على"تجنيب منطقتهم فلوجة أخرى". وفيما اتهم وجهاء المدينة الحكومة بخرق الاتفاق معهم، ذكر محافظ الموصل دريد كشمولة ان هدف العمليات العسكرية في المنطقة"تطهير المدينة من الارهاب". وأوضح الياور ان"المنطقة كانت ستتلقى ضربة قاصمة وشيكة شبيهة بضربة الفلوجة. لكننا تمكنا من إقناع المعنيين بصرف النظر عنها". وناشد اهالي تلعفر ان"يتذكروا نصحنا لهم بعدم اعطاء مبرر لتدميرهم"، وحضهم على"عدم الانجرار وراء النفوس الضعيفة التي تحاول زرع الفتنة بين أبنائها"، مؤكداً ان تلعفر"مدينة للتآخي بين العرب والتركمان، سنة كانوا او شيعة، لكن تسلل العناصر الارهابية إلى المدينة أسهم في اذكاء نار الفتنة، بالاضافة إلى تورط اياد خفية منذ حوالي السنة بالعبث بوحدة اهل المدينة والتحريض على الطائفية والكراهية". واتهم انور بيرقدار رئيس"حزب العدالة الاسلامي"تركماني القوات الاميركية والعراقية بقصف الاحياء السكنية في تلعفر بالطائرات والمدفعية لليوم الثاني على التوالي. وافاد ان القصف طاول المساجد واحياء القادسية وحسن كوي القديم والسراي ما ادى إلى نزوح 90 في المئة من الاهالي إلى المناطق المجاورة وهم يعانون من نقص حاد بالمواد الغذائية والطبية والمياه الصالحة للشرب. وفي اتصال هاتفي من تلعفر مع"الحياة"، قال حازم كلش نائب رئيس"جبهة تركمان العراق"في المدينة ان"المعارك مستمرة في بين القوات الاميركية والعراقية من جهة وعناصر المقاومة"من جهة ثانية، ونفى وجود مقاتلين عرب او اجانب داخل المدينة. واتهم كلش الحكومة بخرق اتفاق عقده الاهالي مع الحكومة في بغداد ليل أول من أمس لمعالجة الوضع في تلعفر. وحمل كلش"قوات بدر"و"قوات الانقاذ الاسلامي"التابعين ل"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"مسؤولية ما يجري الآن في تلعفر، موضحاً ان"الاحداث الحالية جاءت على خلفية تعيين القوات الاميركية في 9 أيلول سبتمبر من العام الماضي قائداً للشرطة من"قوات بدر"طرد 140 شرطياً من السنة ونقل 650 عنصراً من الطائفة ذاتها الى خارج تلعفر وسعى إلى ابدالهم بعناصر شيعية ... ما أدى إلى تكتل العديد هذه العناصر السنية وانضمامها إلى صفوف المقاومة". من جانبه، نفى محافظ الموصل دريد كشمولة تعرض تلعفر إلى القصف الجوي او مشاركة القوات الاميركية في ما سماها"عمليات تطهير المدينة من الارهاب"، وأوضح ان العمليات"تركزت فقط على حي السراي حصرياً ولم تشمل عمليات الدهم والتفتيش اي منطقة اخرى"، وان العملية"انحصرت بالقوات العراقية والشرطة فيما انيطت بالقوات الاميركية مهمة تطويق المدينة بالوحدات المدرعة". وأشار إلى ان"هذه العمليات، التي أسفرت عن اعتقال 27 ارهابياً وتحرير 30 رهينة تأتي تنفيذاً لرغبة اهالي تلعفر بتطهير المدينة من الارهابيين وبطلب منهم". وكان الجيش الاميركي أعلن مقتل ما لا يقل عن 13 مسلحاً الاحد خلال عملية شنتها القوات المشتركة الاميركية والعراقية في تلعفر. وأوضح ان سبعة من القتلى سقطوا عندما اطلقت مروحيات النار على مسجد في المدينة كان المسلحون أطلقوا النار منه على القوات الاميركية. وكان الجيش الاميركي أعلن الاحد ان القوات المشاركة في العملية تعرضت لاطلاق نار كثيف دعاها الى طلب الدعم الجوي فألقت طائرة "اف-16" قنبلتين على مواقع للمسلحين في المدينة الواقعة على بعد 60 كلم من الحدود السورية. وكان المتحدث باسم الحكومة العراقية ليث كبة أعلن الاحد ان تلعفر تشهد توترات بسبب وجود خلايا من المقاتلين الاجانب فيها، مشيراً الى نزوح العديد من الاسر الشيعية في الاسبوعين الماضيين من المدينة الى مدينتي النجف وكربلاء الشيعيتين في وسط العراق.