سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زيارة بدران لبغداد خرقت حاجز العزلة العربية المحيط بحكومة الجعفري والعراق يقفل حدوده مع سورية من جهة الموصل . هجوم شامل على تلعفر وتهديد باجتياح سامراء والأنبار
اجتاحت القوات الأميركية والعراقية تساندها الدبابات والمروحيات أمس، مدينة تلعفر قرب الحدود السورية، وهددت حكومة ابراهيم الجعفري بنقل المعركة الى الرمادي وسامراء وراوة والقائم و"كل ملاذ للارهابيين". كما اعلنت اقفال حدودها مع سورية قرب الموصل ابتداء من 21 الجاري. وفيما تكتمت القوات المهاجمة عن عدد القتلى المدنيين في تلعفر، معلنة مقتل 141 مسلحاً واعتقال 197 آخرين"بينهم عشرات العرب والاجانب"، أكد زعيم تركماني في المدينة ان 152 مدنياً قتلوا ب"القصف العشوائي للمروحيات الأميركية". واتهم أحزاباً مشاركة في الحكومة بالسعي الى السيطرة على المدينة ل"الضغط على سورية". على صعيد آخر، وضعت زيارة رئيس الوزراء الاردني عدنان بدران بغداد أمس حداً للعزلة العربية لحكومة الجعفري الذي اعتبرها"نقطة تحول سياسية عظيمة"ودعا الزعماء العرب الآخرين ليحذوا حذوه. ونفذت القوات الاميركية والعراقية أمس هجوماً شاملاً على تلعفر قرب الحدود السورية في إطار خطة لتطويق الجماعات المسلحة التي سيطرت على المدينة. وقالت مصادر أمنية ان القوات العراقية والأميركية قدمت الموعد المحدد للهجوم بعدما فوجئت بإمكانات المسلحين. وأكد قائد شرطة الموصل القبض على عشرات المسلحين، بينهم عرب وأجانب. وكان الجعفري أصدر في ساعة مبكرة صباح أمس أوامره الى القوات العراقية، ببدء الهجوم في تلعفر، تدعمها القوات المتعددة الجنسية. وقال في بيان ان الهدف من هذه العملية في منطقة السراي وسط المدينة"حماية المدنيين واعادة المبعدين واستتباب الأمن والنظام". وأشار الى ان"هذه العناصر ارتكبت أعمال قتل وطردت الناس من ديارهم وتريد حرمان مواطني تلعفر من مستقبلهم في عراق ديموقراطي ومسالم". وأكد ان"الحكومة لن تلين في تصميمها على منعهم"من تحقيق أهدافهم. وأشار خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد أمس الى ان"العمليات الجارية في تلعفر جاءت استجابة لاستغاثة أهلنا لوضع حد لكل المضايقات التي يتعرضون لها بسبب وجود الارهابيين". وهدد وزير الدفاع سعدون الدليمي سامراء والرمادي وراوة بهجمات مشابهة بعد الانتهاء من تلعفر، وقال ان"خطط اجتياح تلعفر وضعت قبل 3 أشهر وبعد فشل كل المحاولات السلمية لإخراج الارهابيين من المواقع التي يتحصنون فيها في تلك المدينة". وكشفت مصادر أمنية في الموصل ل"الحياة"ان الجعفري"عدل الخطة التي وضعتها الحكومة لاجتياح المدينة بعدما فوجئت القوات العراقية والاميركية بالقدرات القتالية للمسلحين في تلعفر والمناطق المحيطة بها". ووصف اللواء أحمد محمد خلف الجبوري قائد شرطة الموصل في اتصال هاتفي مع"الحياة"العمليات العسكرية في تلعفر بأنها"استئصال لمرض خبيث ألم بالمدينة يمثله الارهابيون". وقال ان بين المسلحين الذين تم اعتقالهم خلال عمليات الدهم 8 مقاتلين يحملون الجنسية الافغانية وعشرات المقاتلين العرب منهم 28 مقاتلاً حاولوا التخفي مع المدنيين، واشار الى أن الاشتباكات أمس انحصرت في منطقة حسن كوي بعدما استطاعت القوات المهاجمة اخلاء المنطقة من العائلات". وتوقع ان تنتهي الحملة خلال 24 ساعة"لا سيما بعد اشتراك الطائرات المروحية التابعة للقوات الأميركية". من جهته، أكد محافظ الموصل دريد كشمولة ل"الحياة"ان بين المعقتلين في تلعفر مقاتلين عرباً وأجانب، وأكد عدم سقوط ضحايا مدنيين، لكن زعيم حزب"ايلي"التركماني في تلعفر ذكر أن القصف العشوائي المكثف للطائرات المروحية الأميركية والمدفعية أدى الى مقتل 152 مدنياً خلال ثلاثة أيام، إضافة الى سقوط المئات من الجرحى. ووصف في اتصال هاتفي مع"الحياة"العمليات العسكرية ب"المؤامرة"التي تقودها"الأطراف السياسية المشاركة في الحكومة المركزية في بغداد لايجاد حجة ضد سورية وإضفاء الشرعية على أي عملية عسكرية ضدها"! كما اتهم"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية"والأكراد بالضلوع في هذه العملية سعياً للسيطرة على المدينة والهيمنة على مقدراتها. وزاد أن"القوات العراقية المشاركة في الهجوم هي من ميليشيات بدر والبيشمركة تساندها قوات الاحتلال الأميركية". الى ذلك، عقد رئيس الوزراء الأردني عدنان بدران مؤتمراً صحافياً في بغداد أمس عقب محادثات أجراها مع الجعفري أنه بحث معه مواضيع عدة منها انشاء خط حديد يربط العقبة ببغداد. وأكد أن عمان عينت سفيراً بصلاحيات كاملة في بغداد. أما الجعفري فقال إن زيارة نظيره الأردني، وهي الأولى لمسؤول عربي على هذا المستوى منذ سقوط النظام السابق، تعني الكثير للعراقيين و"تمثل نقطة تحول سياسية عظيمة"، وأنها"كسرت حاجزاً وتضمنت رسالة سياسية مهمة"، ودعا كل العرب الى أن يحذوا حذو الأردن.