أطلقت فرق الإنقاذ في ولايتي لويزيانا وميسيسبي أمس، حملات واسعة من بيت إلى آخر لإحصاء الموتى والبحث عن مزيد من العالقين بعد أسبوع من الإعصار كاترينا، حيث قدر القتلى بالآلاف. ويأتي ذلك في وقت اقدم عدد من رجال الشرطة والإطفاء على الانتحار، متأثرين بصدمات أصيبوا بها بسبب الفوضى العارمة التي أعقبت مرور الإعصار. وأكد مدير وحدة العمليات للاستجابة للكوارث في لويزيانا تود إيليس أن ثلاث فرق تضم كل منها 31 شخصاً تتواجد حالياً في المنطقة المنكوبة، تتولى نقل الجثث المنتشلة عبر شاحنات مبردة إلى مكان تكديسها قبل حملها إلى معرض جثث متنقل في ساينت غابرييل في جنوب باتون روج، حيث يحاول المسؤولون التعرف إلى الأشلاء والتقاط الصور وإجراء فحوص الحمض النووي الريبي دي أن إي وتصوير الأسنان عبر أشعة إكس راي ورفع البصمات. في موازاة ذلك، أعلن الناطق باسم مكتب الأمن الداخلي في لويزيانا مارك سميث أن مروحية مدنية تحطمت في نيو اورلينز أول من أمس، لكن الحادث لم يسبب ضحايا، موضحاً انه ليس هناك حتى الآن ما يشير إلى أنها تعرضت لإطلاق نار معاد. واستطاع الطيار إصدار نداء إغاثة قبل التحطم وتوجهت مروحية تابعة للحرس الوطني على الفور إلى الموقع. ونجح الطاقم في الخروج بسلام من الطائرة. وتعرض موظفون في شركة تعهدات تعمل لحساب الهندسة العسكرية في نيو أورلينز لهجوم. وقال ناطق باسم الجيش إن ستة مهاجمين أصيبوا بجروح. لكن الناطق باسم الهندسة العسكرية جورج سترنغهام، أكد حدوث الاشتباك ولم يؤكد سقوط جرحى. وفي مدينة بيلوكسي أخلت السلطات ملجأ خوفاً من انتشار الزحار، إذ يشكل وجود آلاف الأشخاص في مكان مغلق وفي جو حار وسط مياه ملوثة بؤرة لانتشار أمراض عدة. وما زالت مئات الآلاف من المنازل محرومة من التيار الكهربائي في لويزيانا وميسيسبي بينما أعيد التيار إلى بعض قطاعات نيو أورلينز. استعداد للأسوأ وقال وزير الأمن الداخلي الأميركي مايكل شيرتوف:"يجب إعداد البلاد لما سيحدث. ما سيجري عندما تنحسر المياه عن نيو أورلينز أو يتم ضخها هو أننا سنكتشف وجود أشخاص موتى اختبأوا في منازل وعلقوا في الفيضانات أو جثث في الشوارع". وأشار شيرتوف بذلك إلى احتمال وجود الكثير من الجثث المتحللة. وأضاف"سيحدث تلوث وسيكون أفظع من كل ما شهدناه في هذا البلد ربما باستثناء اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001 التي كانت بالتأكيد فظيعة". وقال"يجب أن يستعد الناس"لذلك. ورفض شيرتوف أن يذكر أي رقم عن ضحايا أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ الولاياتالمتحدة بعد أسبوع من حدوثها، في حين قدر سناتور جمهوري عددهم بأكثر من عشرة آلاف في لويزيانا وحدها. وفي مواجهة الانتقادات الحادة التي أخذت عليها تأخرها في معالجة آثار الإعصار المدمر، بدأت إدارة بوش حملة علاقات عامة. وتفقد الرئيس الأميركي جورج بوش أمس جهود الإنقاذ في باتون روج في ولاية لويزيانا وبوب لارفيل في ولاية ميسيسبي. وكانت وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد سبقاه إلى المنطقة أول من أمس. وأعلنت رايس خلال زيارة مسقط رأسها، ولاية الاباما، أنها مقتنعة بان العنصرية لم تلعب أي دور في بطء عمليات الإغاثة، مؤكدة"إنني أميركية- أفريقية ومن الاباما ويمكنني أن أقول لكم أن رد الفعل هذا لا علاقة له باللون". من جهته، صرح رامسفيلد لدى تفقده القوات التي تمت تعبئتها لمواجهة الكارثة أن إعادة إعمار المناطق المدمرة سيستغرق"سنوات"، موضحاً أنها"كارثة تاريخية". وأرجأ نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني زيارة كان يفترض أن يقوم بها خلال الأسبوع الجاري الى كندا لمتابعة آثار الإعصار كاترينا. ويأتي ذلك بعدما أعلن بوش الحداد يومين وتنكيس الأعلام في البيت الأبيض وكل المباني الرسمية والعسكرية في جميع أنحاء البلاد تكريماً للضحايا. ودعا خلال زيارته مقر جمعية الصليب الأحمر"الذين يريدون مساعدة الأميركيين والبلاد لشفائها بعد هذه الكارثة"إلى"إعطاء الأموال إلى الصليب الأحمر". كما دعا الأميركيين إلى التبرع بالدم. وكشف استطلاع للرأي نشرت شبكة"اي بي سي"نتائجه أن الأميركيين منقسمون حول إدارة هذه الأزمة. فقد عبر 47 في المئة عن عدم رضاهم بينما رأى 46 في المئة أنها إدارة جيدة. ويشهد الوضع في المدن التي استقبلت عشرات الآلاف من النازحين تدهوراً. وبدأت الملاجئ ترفض استقبال نازحين جدد بينما أعلنت ولاية تكساس التي تستقبل اكثر من 230 ألفاً منهم أنها لم تعد قادرة على استقبال المزيد وتعد جسوراً جوية لنقل المنكوبين إلى ولايات أخرى. وما زال السود الذين كانوا الضحايا الرئيسيين للإعصار، في حال صدمة. وقال رئيس الجمعية الوطنية لتشجيع الملونين بروس غوردون إن هؤلاء"وصفوا بأنهم لصوص وسارقون". ودعا وسائل الإعلام الأميركية إلى الكف عن وصف المنكوبين بأنهم"لاجئون". وأضاف"انهم يصدمون عندما تصفونهم بذلك لأنهم مواطنون أميركيون"، معتبراً أن استخدام كلمة"لاجئون"لوصفهم"يضعهم في مستوى أدنى من مواطني الولاياتالمتحدة". وقال آرون بروسارد رئيس ابرشية جيفرسون عند المشارف الجنوبية لنيو اروليانز:"تخلت عنا بلادنا". ويشكل الأفارقة الأميركيون 68 في المئة من سكان نيو أورلينز أفقر الولايات الأميركية.