أعاد العلماء الاميركيون أسباب تكاثر الأعاصير التي ضرب اثنان منها كاترينا وريتا جنوبالولاياتالمتحدة خلال الأسابيع الماضية، الى ارتفاع حرارة مياه خليج المكسيك نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري. لكن تحذيراً أخطر بكثير برز أمس مع تأكيد العلماء ان رقعة الجليد في المحيط المتجمد الشمالي آخذة في الانحسار بمعدلات كبيرة، مما قد يغير شكل الحياة على الأرض بنهاية القرن الحادي والعشرين، مع ارتفاع الحرارة. وقال العلماء من إدارة"الطيران والفضاء الاميركية"ناسا و"المركز القومي لبيانات الثلوج والجليد"الذين يراقبون الجليد من خلال الأقمار الاصطناعية منذ العام 1978 ان اجمالي جليد القطب الشمالي حتى شهر ايلول سبتمبر الحالي يعني بالتأكيد انه سيكون في عام 2005، الأصغر مساحة منذ أن بدأوا في مراقبته. واضاف هؤلاء ان الرصيف الجليدي للقطب الشمالي ذاب للعام الرابع على التوالي مما أدى الى تقلصه الى أصغر مساحة له منذ مئة عام، نتيجة لارتفاع درجات الحرارة المرتبط على ما يبدو بتراكم غازات الاحتباس الحراري. وقال التقرير ان مساحة جليد البحر القطبي الشمالي تراجعت الى 5.31 مليون كيلومتر مربع في 21 أيلول الجاري، بعدما كان متوسط مساحتها بين العامين 1978 و2000 يبلغ سبعة ملايين كيلومتر مربع. وأشار الى أن اتجاه الذوبان قلص أراضي الصيد لسكان القطب الشمالي ويهدد الدببة القطبية وغيرها من الحيوانات البرية، لكن الأخطر هو ان هذه الظاهرة مرشحة للازدياد وتيرة وحجماً. ويحذر التقرير من أنه اذا استمرت معدلات ذوبان الجليد على ما هي عليه فإن القطب الشمالي ربما يكون في فصل الصيف بلا جليد على الاطلاق قبل نهاية القرن الحالي. وكانت دراسة نشرت في تشرين الثاني نوفمبر من العام الماضي وأعدها حوالي 250 خبيراً من ثماني دول في"مجلس القطب الشمالي"أشارت الى ان"الحياة على الارض ستتغير بذوبان جليد القطب الشمالي وارتفاع منسوب مياه البحر الى مستويات تهدد مدن العالم الرئيسية مثل لندن وغيرها من المدن الساحلية". وهم اعادوا الاسباب ايضا الى تراكم غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي. ويقول العلماء ان درجة حرارة القطب الشمالي ترتفع بمعدل أسرع من بقية الكوكب لأنه بمجرد انكشاف المياه أو الارض فإنها تمتص حرارة أكثر مما يمتصه الجليد والثلوج. وهذه العملية تعني أن الذوبان يمكن أن يؤدي الى درجات حرارة أكثر سخونة والى مزيد من ذوبان الجليد.