قال خبير في القطب الشمالي إن طبقة الجليد التي تكونت على مدى سنوات عديدة وكانت تغطي المحيط المتجمد الشمالي تلاشت بالفعل وهو تطور مذهل يسهل فتح ممرات للملاحة البحرية في القطب الشمالي. وأعاقت المساحات الهائلة من الجليد المتعدد الطبقات الذي يتعذر اختراقه وقد يبلغ سمكه 80 مترا لقرون مرور السفن التي كانت تسعى لطريق مختصر من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي عبر الممر الشمالي الغربي الأسطوري. كما استبعدت فكرة الملاحة عبر قمة العالم. لكن ديفيد باربر رئيس الأبحاث الكندي في علم النظام القطبي الشمالي في جامعة مانيتوبا قال إن الجليد يذوب بمعدل سريع على نحو استثنائي. وقال في عرض امام البرلمان "أوشكنا على نفاد الجليد البحري الذي تكون على مدى سنوات عديدة في نصف الكرة الشمالي." والجزء القليل المتبقي اكتظ قبالة أرخبيل الجزر القطبية الكندي بعيدا عن الممرات الملاحية المحتملة. ويربط العلماء بين ارتفاع درجات الحرارة في القطب الشمالي وذوبان الجليد البحري وبين انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المسؤولة عن ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض. وكان باربر يتحدث بعد فترة قصيرة من عودته من رحلة استكشافية فشلت إلى حد كبير في العثور على مساحة هائلة من الجليد البحري الذي تكون على مدى سنوات عديدة في بحر بوفورت قبالة بلدة توكتوياكتوك الساحلية الكندية. وبدلا من ذلك وجدت سفينة اختراق الجليد التي كان يستقلها مئات الأميال مما قال إنه "جليد ردئ" وهو عبارة عن طبقات شحيحة سمكها 50 سنتيمترا من الجليد الحديث تغطي مساحات صغيرة من الجليد الأقدم. وتوضح البيانات الأمريكية لعام 2009 أن طبقة الجليد تسجل أقل سمك قياسي للعام الثالث بعد عامي 2007 و2008. ويشعر عدد متزايد من الخبراء أن القطب الشمالي سيكون خاليا من الجليد في فصل الصيف بحلول عام 2030 على أقصى تقدير لأول مرة منذ ملايين السنين. وقال باربر "أقول أنه من وجهة نظر عملية فإنه لدينا الآن تقريبا قطب شمالي بدون جليد بشكل موسمي لأن الجليد الذي تكون على مدى سنوات عديدة هو العائق أمام استغلال وتنمية القارة القطبية الشمالية."