أكد مؤرخون يابانيون مستاؤون أن اليابان في 1945 لا علاقة لها اطلاقاً بالعراق في 2005 والتي غالباً ما يذكرها الرئيس جورج بوش نموذجاً يحتذى به في العراق. وبعد مرور ستين سنة على توقيع وثيقة استسلام اليابان في 2 أيلول سبتمبر 1945، أصبح البلدان العدوان السابقان في الحرب في المحيط الهادي، حليفين وثيقين بما في ذلك في مجال الدفاع. وبعد المعارك، لم تفض السنوات السبع التي احتلت خلالها القوات الأميركية الأرخبيل 1945-1952 الى أي بوادر عدائية. وعلى العكس بدأ اليابانيون ينتهجون نمط عيش المحتل الأميركي، خصوصاً التلفزيون في الخمسينات. وقالت عالمة الاجتماع كازوهيكو ياتابي"لملء فقراتها استوردت محطات التلفزيون الخاصة برامج اميركية. ووجدت ربة المنزل نفسها في اليابان تعيش"نمط العيش الاميركي". وهذا ما حمل بوش على ذكر اليابان هذا الاسبوع مثالاً، مشيراً إلى ان الولاياتالمتحدة نجحت بعد الحرب في مساعدة الارخبيل على التحول الى ديموقراطية مزدهرة، وان واشنطن باتت الآن قادرة على ان تفعل الشيء ذاته في العراق. وأكد أنه"مع كل خطوة نحو السلام أصبح اليابانيون نموذجاً لسكان المنطقة يمثلون قوة لإرساء السلام والاستقرار، ودولة حليفة جديرة بثقة الولاياتالمتحدة". وأجمع المؤرخون والاخصائيون في القضايا اليابانية، على انه لا مجال للمقارنة بين الوضعين. وأكدوا أن هناك فروقاً دينية وثقافية وجغرافية بين اليابانوالعراق. وباحتلال اليابان لم يطح دوغلاس ماك ارثر الامبراطور هيروهيتو، وأبقى الأميركيون معظم البيروقراطية اليابانية، ليتمكنوا من حكم بلاد لا يتكلمون لغتها ولا يلمون بثقافتها. وفي العراق أطاحوا صدام حسين فوراً وحلوا جيشه وعطلوا العمل البيروقراطي. وقالت كيكو سكاي المختصة في شؤون الشرق الأوسط في المعهد الحكومي للاقتصادات النامية في طوكيو ان"سياسيين كانوا منفيين في ظل نظام صدام حسين يتولون إعادة الإعمار في العراق، وهذا أمر قد يحدث ثورة". واضافت ان"العراق ما بعد الحرب لا يتمتع بقيادة محايدة، لأنه تم تصفية البيروقراطيين السابقين ومعظمهم من حزب البعث". من جانبه، قال سويشي كوسيكي، الاستاذ في الحقوق والمختص في شؤون اليابان ما بعد الحرب في جامعة دوكيو إن المقارنة"التي يجريها بوش غير مناسبة اطلاقا". وأضاف ان"الدول الآسيوية رحبت باحتلال الحلفاء اليابان والأمر مختلف تماماً بالنسبة الى العراق. ولأن اليابان لا تملك موارد طبيعية لم تكن هناك أي شكوك في دوافع الاحتلال، خلافاً للعراق الغني بالنفط". وتابع ان الولاياتالمتحدة حضرت جيداً لاحتلال اليابان افضل من تحضيراتها لغزو العراق. وأكد أنه"اعتبارا من 1941، أي قبل أربع سنوات من انتهاء الحرب، أسست الولاياتالمتحدة مدرسة خاصة لتدريب الكوادر والمسؤولين الذين سيرسلون الى اليابان".