حرص السفير البريطاني لدى لبنان جيمس واط بعد لقائه امس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على الاعلان ان زيارة السنيورة الى نيويوركوواشنطن"كانت ناجحة جداً والقرارات التي اتخذت من قبل المجتمع الدولي مهمة من أجل إعطاء الدعم الكامل للبرنامج الإصلاحي الاقتصادي الذي تحتاجه الدولة اللبنانية", مؤكداً"أن الدعم الدولي للبنان لا يرتبط بأي شروط بل يهدف الى مساعدة لبنان من أجل تحقيق نمو للوضع الاقتصادي وإصلاحه، وهي أمور يستفيد منها كل اللبنانيين حتى يشعرون بالثقة في المستقبل في إيجاد فرص عمل والحصول على الاستقرار". واشار واط الى ان"هذه الأمور كلها تعود بالنفع على كل اللبنانيين وعلى لبنان وجيرانه. فلبنان قوي وسيد سيكون مفيداً لأبنائه وجيرانه". واذ اشار الى ان السنيورة سيناقش مع حكومته سبل تطبيق هذا الدعم خلال الأيام القليلة المقبلة, قال:"أنا سعيد جداً لكون دولتي، المملكة المتحدة، مع الاتحاد الأوروبي الذي نمثله من خلال ترؤسنا له للفترة الحالية، ومع بقية التجمعات والدول، كنا واضحين وحازمين في دعم جهود لبنان وان المناقشات التقنية مستمرة حالياً في واشنطن، وأنا واثق أنه عندما يعود الفريق اللبناني من مناقشاته سيكون هناك نقاش مهم داخل الحكومة اللبنانية حول برنامجها ومقترحاتها الإصلاحية والتغيير والنمو الاقتصاديين, ونحن مستعدون لمساعدة لبنان من خلال خططه ونتوقع من الحكومة اللبنانية أن تتخذ قراراتها الخاصة والتغييرات التي تقترحها بنفسها. وهذا قد يتطلب بعض القرارات الصعبة لأن الوضع الاقتصادي صعب، ونحن ننتظر القرار اللبناني والبرامج التي ستتقدم بها الحكومة. ونترقب المؤتمر الدولي الذي سيعقد خلال الفترة المتبقية من هذه السنة، وسيكون فرصة رائعة للبنان لكي يعيد إطلاق نفسه كدولة ومجتمع. وأنا أشارك الرئيس السنيورة تفاؤله بالمستقبل". وتراجعت امس حدة السجال الداخلي حول نتائج اجتماعات السنيورة في نيويوركوواشنطن, مقابل استمرار المواقف الداعية الى استقالة رئيس الجمهورية اميل لحود. ونفى وزير الاعلام غازي العريضي ان يكون هاجم الرئيس السنيورة بل قال:"كلاماً سياسياً رد فيه على وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس". وأشار الى"ان السنيورة وخلال لقائه وفد اللقاء الديموقراطي أول من أمس أكد حرصه على الثوابت الوطنية، مما يضع الأمور على السكة الصحيحة". وقال:"اتفقنا على آلية عمل وتواصل مع كل القوى السياسية للبدء بحوار سياسي وطني شامل يخوضه رئيس الحكومة ويؤدي الى توضيح كل المسائل حتى في اليوميات اللبنانية". وأكد العريضي"اننا نحن والسنيورة في موقع واحد ومن بيت واحد لكن قد تحصل تباينات في وجهات النظر حول بعض الأمور وتعالج بالتواصل والحوار وآلية العمل التي اتفق عليها". وشدد على عدم السماح"لمن حاربوا كل البلد في عرقلة الأمور". وأكد وزير الطاقة محمد فنيش"ان أي دعم للبنان يأتي مشروطاً هو مرفوض مهما كانت حاجتنا للمساعدات، وان أي دعم يأتي مع احترام خيارنا وعدم التدخل في شؤوننا وعدم اصطحاب هذا الدعم لأشكال من الوصاية نحن معه وندعمه"، داعياً الى"وجوب الفصل بين مصلحتنا الوطنية القائمة على معرفة ما نريد وعلى رسم استراتيجية واضحة لمستقبل لبنان وبين ما تتطلبه مصالح العدو الاسرائيلي ومقتضيات المشروع الأميركي في المنطقة". وقال فنيش، خلال احتفال لپ"حزب الله":"اننا جزء من علاقة تحالفية مع أي جهة سياسية تبغي الخير والنهوض والاصلاح في هذا البلد ان على المستوى الاقتصادي، الاداري أو الاجتماعي لكن على قاعدة ان تكون ضرورات الاصلاح بحسب مقتضيات مصلحتنا الوطنية من دون أن نسمح لأحد أن يفرض مرة أخرى أي شكل من أشكال الوصاية أو التدخل الأجنبي في شؤوننا الداخلية". ورأى وزير الصناعة بيار الجميل"ان لبنان يمر في مرحلة خطيرة"، ونبه من"الحركشات"، دعياً الى تجنب الخلاف. وأكد في حديث اذاعي"ان الحكومة والحلفاء اليوم في مشروع متكامل لبناء الدولة التي تبذل جهدها لارساء الاصلاح"، مشدداً على"ان لا إصلاح في السياسة من دون اجراء اصلاحات جذرية في الاقتصاد والعكس صحيح". ورأى"ان السجال القائم حول استقالة رئيس الجمهورية ليس في محله"، داعياً"الى انتظار تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس من دون الوقوع في مواقف مسبقة وملزمة". وقال:"لا أحد يفرض رئيساً إلا من خلال نظام تضامني". أما عضو كتلة"تيار المستقبل"النائب محمد قباني فاعتبر"ان الحوار الجدي المتعلق بمستقبل رئاسة الجمهورية سيكون بعد صدور تقرير ميليس وهذا الأمر ليس بعيداً". وأشار الى"ان هناك قراراً سياسياً أميركياً يقول للعالم: لبنان قيادته في حكومته ونحن لا نتعامل مع الرئيس لحود على أنه حاكم لبنان". واعتبر قباني انه"لا يحق لرئيس الجمهورية أن يطالب بتمثيله في الحكومة بأربعة وزراء أو أكثر لأنه الحَكَم، والدستور لحظ ان رئيس الحكومة هو من يترأس مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية يحضر الجلسات عندما يشاء ولكن لا يقترع على القرارات وانما له الحق في ردها اذا لم يوافق عليها وهذا يعني ان رئيس الجمهورية ليس جزءاً من مجلس الوزراء وانما فوقه، واذا كان المقصود حصة الموارنة، فهذه الحصة لا يطالب بها رئيس الجمهورية وإنما القوى السياسية التي لها ثقل ماروني". واعتبر النائب علي حسن خليل ان السجال الذي حصل حول اجتماع نيويورك"لم يكن بالنسبة الينا مسألة تسخين اجواء أو تسجيل مواقف عشوائية بل يتعلق بانتظام عمل المؤسسات السياسية في البلد". وقال:"الأمر لا يتعلق بعدم الثقة بتوجهات الرئيس السنيورة أو بالمناخات التي يتحرك فيها، فنحن ما زلنا نثق بأدائه وأعطينا الثقة للحكومة بعدما اطلعنا على بيانها الوزاري". وأعلن عضو كتلة"القوات اللبنانية"النائب جورج عدوان"ان"القوات"ستقرر موقفها لجهة كيفية التعاطي مع رئيس الجمهورية في ضوء نتائج تقرير ميليس". وأكد وقوف الجميع بمن فيهم"القوات"تحت سقف الطائف". وأسف عدوان"للتلهي بطروحات سياسية عن الاهتمام بهموم الناس الذين يشتد وقع الأزمة المعيشية عليهم". وكرر عميد حزب"الكتلة الوطنية اللبنانية"كارلوس ادة دعوته الى استقالة لحود".