هل سيزورنا نحن الأتراك البابا بنيديكتوس السادس عشر المعروف بمواقفه المعادية لتركيا؟ فمنذ أسبوعين، تعاني الخارجية التركية من هذه المسألة، ولكنها في نهاية المطاف وجدت حلاً عبقرياً لهذا المأزق. فالمشكلة هي توجيه بطريركية الفنار للروم الأرثوذكس باسطنبول التي طالما احتقرنا شأنها، دعوة الى البابا لزيارة اسطنبول. وأبدى البابا استعداده لتلبية تلك الدعوة. ولكن إياكم التساؤل عن أسباب كون زيارة البابا اسطنبول مشكلة، ففي دولتنا الحبيبة كل ما يجري من دون علم الحكومة مشكلة بحد ذاته! فتخيلوا لو ان البابا خاطب لا سمح الله، البطريركية على انها ممثلة الروم الأرثوذكس في الشرق. فالبابا ليس زعيماً روحياً فحسب، فهو رئيس دولة تعترف بها رسمياً دول العالم، وهو لا يزور دول العالم سائحاً، بل يلتزم بأعراف ديبلوماسية. ويجب ان يوجه الرئيس التركي دعوة رسمية الى البابا لزيارة اسطنبول. و هذا ما فعله رئيسنا بعد تفكير مطول، فدعا البابا الى اسطنبول في 2006 . و لكن لماذا اختار الرئيس لعام القادم موعداً لهذه الزيارة عوض الشهر المقبل وهو الموعد الذي اقترحته البطريركية؟ فالغرض من دعوة البطريركية الى البابا هو حضوره قداساً مهماً تقيمه البطريركية في تشرين الثاني نوفمبر. واقتُرح أن يقام القداس بآيا صوفيا، ولكن الخارجية عارضت ذلك الاقتراح بشدة. فأنقرة لا تريد أن يجمع القداس بين البابا وبطريرك الكنيسة باسطنبول. والخارجية التركية خلصت تركيا من مأزق كبير و حرج، فشكراً لها. عن عصمت بيركاند: حل مشكلة من مشكلات تركيا بتأجيل زيارة البابا، راديكال التركية، 17/9/2005