قد تكون سلاف فواخرجي أساءت التقدير في ظهورها في برنامج"خليك بالبيت"عبر شاشة"المستقبل"، لكون الجمهور السوري انفض عن المحطة المذكورة، لأسباب تتعلق بخطاب المحطة، وبخطاب عام تنامى بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. لعلها اساءت التقدير، لكنها بالقطع لم تخطئ. بل لعلها أصابت، وأجادت، من زاوية نظر تسمو عن الوقوع في مطب"العنصرية البغيضة". لكن الصحافي الذي علق على ذاك الظهور عبر جريدة"الاقتصادية"السورية، ذات السمعة"المنتشرة"، بزاوية حملت عنوان:"لماذا يا سلاف فواخرجي"، أخطأ أكثر من مرة. ففي الأساس تبنى الرجل خطاباً عنصرياً، لا يشفع له ان يكون رداً على خطاب عنصري، وذهب بعيداً باتهامات، كان يجدر به قراءتها بتأن قبل نشرها، ناهيك عن وقوعه في خلط وتناقض وتعميم، لا ينبغي لصحافي آخر الوقوع فيه. بدأ الرجل"معلقته"ب:"المحطة بوق اعلامي... يحاول ان يزرع بذور العداء بين الشعبين السوري واللبناني..."لاهياً عن ان قلمه الجميل يساعد في المهمة ذاتها، زرع العداء، بينما لا يمكن ان نقرأ ظهور الفنانة فواخرجي على"المستقبل"، الا من زاوية درء العداء، وزراعة المحبة. ويؤكد ذلك اتصالات هاتفية لمشاهدين"لبنانيين"حملت للفنانة محبة كبيرة، أصابت كل ما هو سوري، وأعلمت اصحاب دعاوى العداء والفرقة، ان ظلام العنصرية، تخترقه خيوط ضوء محب، لا بد من ان يعم تالياً. وحين تحدثت سلاف فواخرجي عن الرئيس الشهيد، فإنما نقلت مشاعر كل انسان سوري، تجاه رجل عظيم، طالما كان حليفاً لسورية، محباً لها، منذ ما قبل ظهوره على الساحة السياسية. والكل يعلم ان للرجل اكثر من"بيت"ومقام في دمشق اضافة الى أياديه البيض في بناء بلده وإعماره. ولطالما كان له في قلوب السوريين محبة كبرى، لسنوات طويلة، ما كان لاسابيع من اختلاف الرأي ان يلغيها، وما كان لاصوات"الاتهام"الذي يراه الانسان السوري ظالماً، ان يبددها، وحتى الخطاب الرسمي السوري، لم ير في الرجل الا شهيداً عظيماً، سقط دفاعاً عن العروبة وعن لبنان. ولا شك في ان الكاتب نفسه أخطأ عندما ذهب الى ان الفنانين يقاطعون المحطة. فظهور الفنان غسان مسعود في البرنامج ذاته، حدث منذ بضعة اسابيع، ناهيك عن الخطأ في مصادرة حق الآخرين في الظهور على شاشة دون اخرى، وفنانون كثر يظهرون على شاشة"الحرة"، وهي أميركية، وليست"منحازة"فقط لأميركا، اضافة الى الظهور الكثيف لفنانين ومفكرين وسياسيين، على شاشة"العربية"، الغنية عن التعريف. ولعل السؤال هنا مشروع جداً: لماذا يا"اقتصادية"؟ إن كان الامر مبنياً على العنصرية فهو يستدعي"الشوفينية"بالضرورة، وبالتالي مؤازرة ابنة بلدكم، ظالمة او مظلومة، وإن كان الامر مصادرة حق الآخرين، والرقابة على تصرفاتهم، فربما كان ذلك يتعارض مع الديموقراطية والشفافية! وإن كان في الامر حرص وطني فنحيلكم الى الحلقة التالية، التي استضافت السيد حسن نصرالله، سيد المقاومين، وأقرب حلفاء سورية شعباً وقيادة. وبالمناسبة فقد تحدث سماحة السيد عن الراحل الشهيد بكثير من الحب. ونسأل اخيراً... لماذا يا"اقتصادية"؟