عقد وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا لقاء مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك مساء الخميس، أكدوا في أثره انهم ينتظرون الخطاب الذي سيلقيه الرئيس الإيراني اليوم، للحكم على الخطوات التي ستتخذ في شأن الملف النووي الإيراني. وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو إن"الاجتماع كان مفيداً. ننتظر الآن الخطاب الذي سيلقيه"الرئيس الإيراني. وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه الفرنسي فيليب دوست بلازي والألماني يوشكا فيشر:"سنصغي بانتباه إلى ما سيقوله وننطلق منه". وناشدت الدول الأوروبية إيران إعادة النظر في اقتراحاتها الخاصة بالتعاون النووي مع تراجع التأييد الدولي لإحالة ملفها الى مجلس الأمن الأسبوع المقبل. وأثار الرئيس الإيراني المخاطر بحدوث مواجهة مع الغرب في شأن طموحات بلاده النووية من خلال عرضه تبادل المعرفة الفنية النووية مع دول إسلامية أخرى في الشرق الأوسط وأفريقيا، الأمر الذي ازعج الولاياتالمتحدة. ووجه وزراء خارجية الثلاثي الأوروبي المفاوض ومسؤول الاتحاد الأوروبي للسياسية الخارجية خافيير سولانا نداء مشتركاً إلى احمدي نجاد بعد محادثات صعبة مع وزير خارجيته ومستشار الأمن القومي في مقر الأممالمتحدة. وأصرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في مقابلة على أن مخاوف إيران من العزلة الدولية تعطي الأوروبيين وحليفتهم الولاياتالمتحدة قوة دافعة في شأن طهران. وقالت رايس لمجلة"نيوزويك":"لذلك دعونا لا نصور الإيرانيين على انهم ليس عليهم مسؤوليات وانهم ليس لديهم نقاط ضعف في هذه العملية. لديهم نقاط ضعف كبيرة في حال مواجهة عزلة تامة في المجتمع الدولي، وهو السبب في انهم يكافحون بجدية بالغة"حتى لا يواجهوا هذه العزلة. وقال وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر إن عرض الاتحاد الأوروبي بتقديم حوافز اقتصادية وأمنية وتكنولوجية ما زال مطروحاً على المائدة والمفتاح الآن يقع في المقترحات الإيرانية. ووصف وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي المحادثات بأنها كانت"صريحة جداً". آغا محمدي من جهته، رأى الناطق باسم مجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى علي آغا محمدي أن تصريحات الرئيس الأميركي جورج بوش التي أشار فيها إلى حق إيران في امتلاك برنامج للطاقة النووية أعطى حافزاً جديداً لمحادثات طهران مع الاتحاد الأوروبي. وأضاف:"كلمة بوش وفرت للأوروبيين المجال الذي يحتاجونه لمواصلة المحادثات مع إيران، معتبراً أنها شكلت"تراجعاً واضحاً عن مواقف بوش السابقة ومن ثم تمهد الطريق أمام إجراء مزيد من المفاوضات". وقال:"اعتقد انه مع اخذ الموقف كله في الاعتبار فسيكون اقتراح أحمدي نجاد مهماً ولن يستطيع الغرب تجاهله". ولكن علي لاريجاني كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين أوضح أن إيران غير مستعدة للتخلي عما تعتبره حقها في تطوير دورة نووية كاملة بما في ذلك تخصيب اليورانيوم. وفي هذا الإطار، كشفت مصادر مقربة من وزارة الخارجية الإيرانية أنه من المقترحات التي سيطرحها أحمدي نجاد الدعوة إلى توسيع دائرة الدول المفاوضة مع إيران لتشمل عدداً من الدول أعضاء النادي النووي الدولي كروسيا والصين والهند وباكستان إلى جانب جنوب أفريقيا من دون استبعاد الموافقة على مشاركة الولاياتالمتحدة الأميركية فيها وعدم اقتصارها فقط على الترويكا الأوروبية. وأضافت المصادر أن إيران، إلى جانب هذا الاقتراح، ستحاول إحياء الاقتراح الذي كان وزير الخارجية السابق كمال خرازي تقدم به، والذي يدور حول فتح باب المشاركة الأوروبية وحتى الأميركية في البرنامج النووي الإيراني، أي تشكيل"كونسرتيوم نووي"بين إيران وكل الدول الراغبة بالمشاركة لبناء المفاعلات الإيرانية، وعدم اقتصار ذلك على المشاريع الجديدة، بل ليشمل المنشآت التي بنيت سابقاً، وبالتالي فان هذه المشاركة ستشكل جزءاً كبيراً من الضمانات العينية التي يمكن لطهران تقديمها للمجتمع الدولي على سلمية برنامجها النووي وابتعاده عن الأبعاد العسكرية. ولا يتوقع مراقبون إيرانيون أن تشهد المرحلة المقبلة إحالة للملف الإيراني على مجلس الأمن، وان ايران لا يمكنها المراهنة على مواقف الدول أعضاء مجلس حكام الوكالة الدولية، خصوصاً أن المرحلة السابقة شهدت موافقة هؤلاء على قرار إدانة إيران ومطالبتها بوقف العمل في منشآت أصفهان لتحويل اليورانيوم.