الإعلامي البارز أحمد منصور ليس بعد كل هذه السنوات في حاجة للتذكير بأنه يعد واحداً من أكثر مقدمي البرامج إثارة للجدل بسبب حواراته، والمواضيع التي يتناولها ويناقشها وتوصف بالسخونة والجرأة. وكان نجح خلال السنوات الماضية في أن يحدث نقاشاً من خلال برنامجيه"شاهد على العصر"، وپ"بلا حدود"، وأثارت بعض الحلقات التي قدمها استياء مسؤولين مصريين وعرب. بعد هذه السنوات من"عدم الرضا"كان أحمد منصور ضيفاً على شاشة التلفزيون المصري في برنامج"وسط البلد"واعتبر كثيرون أن وجوده على الشاشة المصرية نقلة جديدة، وخطوة تضاف لما يسمى بپ"الشفافية الإعلامية"وضرورة السماح للآخر بعرض وجهة نظر معارضة. أحمد منصور من جانبه لم يخف أنه فوجئ بتوجيه الدعوة للظهور على الشاشة المصرية وقال:"أعتبر ظهوري انقلاباً إيجابياً، لأنني ظللت طوال السنوات الماضية أُنتقد - بل -"يشتمونني"في صحف ومجلات، وحتى على شاشة التلفزيون، ومن صحافيين لهم علاقة بالأجهزة"الأمنية". ووصف منصور الذين"يشتمونه"وينتقدونه بأنهم"للأسف":"حُثالة الصحافة وأنا طلبت من رجال الأمن أن يختاروا أناساً نظيفين يشغلوهم يضحك"، وأضاف:"هذا النقد لعب دوراً كبيراً إذ ان كثيرين بدأوا يعرفونني ويتابعون ما أقدِّم، ولم يجدوا أي شتيمة لمصر، كما كان يُروِّج بعض الإعلاميين. وأنا أؤكد أن هدفي هو المواطن البسيط، فالإعلامي ليس له رصيد في الحياة إلا على قدر احترام الناس له". ورداًَ على سؤال عما إذا كان وضع شروطاً عند ظهوره على التلفزيون المصري قال:"طلبت عدم حذف أي جملة مما أقوله، وأن يكون الكلام بعيداً من الأشياء الخاصة. والحقيقة سعدت كثيراً بعد عرض الحلقة، فبقدر ما كنت جريئاً بقدر ما كانوا هم في التلفزيون المصري أكثر جرأة وعرضوا ما قلت. ولهذا فإنني أرى أن الإعلام المرئي المصري إذا استمر في سياسته الحالية من الشفافية والحياد والموضوعية اعتقد بأنه خلال عام واحد يمكنه أن يسترد الريادة الإعلامية التي كانوا يتحدثون عنها، لأن الفضائيات مثل"الجزيرة"وغيرها تكتسب جماهيريتها من خلال منح سقف عال من الحرية، وسقف عال من المهنية، والاحتراف، وضرورة الابتعاد عن"الشللية"والوساطات وغيرها، فلا يجوز مثلاً أن تمنح برنامجاً لشخص مقرب من الحكومة أو النظام، لأن النجومية لا تصنع بمجرد الظهور على الشاشة". وعما إذا كان يتفق مع البعض في كونه يحمل ما يسمى مشروعاً إعلامياً مرئياً ببرنامجيه"شاهد على العصر"، وپ"بلا حدود"قال:"الحمد لله كان عندي رؤية عندما بدأت، وهدفي دائماً المواطن وإظهار الحقيقة، فيكفي أن في برنامجي حصل اتصال لأول مرة من مواطنين لرؤسائهم وكل هذا جاء بدعم من إدارة"الجزيرة"، فهم أعطوني فرصة ودعموني كثيراً، والحمد لله أشعر الآن بأنني استطعت أن أصل للإنسان البسيط في القرية والحارة". ورداً على سؤال عن الأسباب التي جعلت البعض يصفونه بأنه"مثير للجدل"قال:"معنى أنني مثير للجدل إنني أقدم شيئاً مميزاً للناس ولا يوجد شخص مثير للجدل غير مميز، فدائماً المميَّزون هم المثيرون للجدل وأتمنى أن أكون منهم".