شارك رئيس الجمهورية اميل لحود في اجتماع للدول الناطقة كلياً او جزئياً باللغة الفرنسية في احدى قاعات الاممالمتحدة في نيويورك، للبحث في عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، اضافة الى عرض للمواضيع المدرجة على جدول اعمال القمة، ومسائل ثنائية تهم الدول الاعضاء. وكان مقرراً في وقت متقدم في توقيت بيروت ان يلتقي لحود ممثل الامين العام للامم المتحدة لمتابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن، وتمهيداً لهذا الاجتماع، اجرى لحود امس سلسلة لقاءات مع عدد من رؤساء الوفود الفرنكوفونية على هامش اجتماعات الجمعية العمومية التي ستستمع الى كلمة لبنان يلقيها لحود بعد ظهر اليوم. والتقى لحود الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، في حضور وزيري الخارجية فوزي صلوخ والعدل شارل رزق، وعن الجانب الايراني، وزير الخارجية منوشهر موتاكي والامين العام لمجلس الامن القومي علي لاريجاني. وأكد نجاد"عمق العلاقات التي تربط بين لبنان وايران والحرص على تنميتها لما فيه مصلحة الشعبين"، مشدداً على"ان لبنان يجب ان يبقى وطن التعايش السلمي بين مختلف الطوائف اللبنانية، الأمر الذي طالما ميزه عن غيره من الدول مما شكل مصدر غنى لهذا البلد الصغير بمساحته، الكبير بامكاناته وبدوره". مؤكداً"وقوف الشعب الايراني الى جانب الشعب اللبناني في الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان"، متمنياً"ان تزول الاسباب الضاغطة ليواصل لبنان مسيرة نهوضه ونموه الاقتصادي". وأشار الى"انه كلف وزير الطاقة الايراني البحث مع نظيره اللبناني محمد فنيش في حاجات لبنان الى المشتقات النفطية، ليصار الى تنظيم اطار التعاون بين البلدين والذي يشمل ايضاً تغطية حاجة لبنان الى اعادة تأهيل شبكته الكهربائية، فضلاً عن تأمين المشتقات النفطية على انواعها". وعرض لحود موقف لبنان من التطورات الراهنة على الساحة الشرق اوسطية، متحدثاً"عن الخطوات التي تعتزم الحكومة اللبنانية القيام بها في المجالات كافة، لمواكبة مرحلة ما بعد الظروف القاسية التي شهدتها البلاد على اثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وكرر"دعم لبنان لعمل لجنة التحقيق الدولية، والتزامه الاكيد انزال اشد العقوبات في حق من سيدينهم القضاء في جريمة الاغتيال، تخطيطاً وتنفيذاً وتواطؤاً". ونفى نجاد رداً على اسئلة الاعلاميين ان يكون البحث تطرق الى موضوع"حزب الله". والتقى لحود في احدى قاعات الاممالمتحدة رئيس جمهورية البوسنة والهرسك ايفو يوفيتش الذي عرض الفرص المتوافرة في بلاده للاستثمارات والتعاون مع رجال الاعمال اللبنانيين. ويتوجه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة صباح اليوم، الى نيويورك لترؤس الوفد اللبناني في اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان، الذي سيعقد في 19 الجاري في فندق"والدورف استوريا"، بدعوة من الولاياتالمتحدة الاميركية، في حضور الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ووزراء خارجية الولاياتالمتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، ايطاليا، المملكة العربية السعودية ومصر، اضافة الى رئيس البنك الدولي بول وولفوفيتز، والممثل الاعلى للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ومفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي بنيتا فريرووالدنر. ويرافق السنيورة وزراء المال جهاد ازعور، والاقتصاد سامي حداد وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة. واستنكاراً لزيارة لحود الى نيويورك، تنفذ ظهر اليوم"قوى واحزاب 14 آذار"وممثلون عن الجالية اللبنانية في الولاياتالمتحدة وشخصيات مستقلة في هذا البلد اعتصاماً في شارع 47 في الجادة الاولى، معتبرة في بيان لها ان لحود"قفز فوق كل النصائح وتجاوز الارادة الشعبية المستنكرة رعايته النظام الامني الذي ظهر على حقيقته والذي مارس كل انواع العنف المادي والمعنوي خلال السنوات الماضية"، واذ دعت هذه القوى لحود الى الاستقالة، طالبت بالتوافق على رئيس جديد يكون من روحية 14 آذار. واعلن الرئيس سليم الحص رفضه لما"تردد في الآونة الاخيرة على لسان اكثر من نائب او سياسي ما يفيد ان اختيار رئيس الجمهورية او المبادرة الى اختياره من اختصاص المسيحيين"، قائلاً:"لا رئيس الجمهورية ممثل للمسيحيين وحدهم، ولا رئيس المجلس النيابي ممثل للمسلمين الشيعة وحدهم، ولا رئيس مجلس الوزراء ممثل للمسلمين السنة وحدهم، وتأتي هذه الاقاويل بعد مواقف سمعناها تدعو الى ان يصاغ نظام الانتخابات النيابية على النحو الذي يضمن حق كل طائفة في اختيار ممثليها في البرلمان. هذا كله كفر باتفاق الطائف الذي قضى بالعمل على تجاوز الحال الطائفية على مراحل مهما طالت، المهم ان نضع قدمنا على بداية الطريق. اما ما نسمع هذه الايام فهو ارتداد صارخ الى الوراء". وأكد وزير الاتصالات مروان حمادة ان"عملية التمديد لرئيس الجمهورية منذ سنة شوهت تاريخ لبنان وضربت دستوره"، معلناً"اننا الآن بمساعدة من الأممالمتحدة متجهون الى الحقيقة". وجدد عضو اللقاء النيابي الديموقراطي وائل ابو فاعور التأكيد على"اللبننة العربية في أي استحقاق آت أكان بالنسبة الى رئاسة الجمهورية او غيره". وقال:"نريد رئيساً يأتي من روحية 14 آذار التي تقول بحماية المقاومة والحفاظ عليها ولا نريد رئيساً يحمل شبهة 14 آذار"، نافياً"ان يكون هذا الكلام قطعاً للطريق على أي مرشح". وشدد على ان"لا الحزب التقدمي ولا تيار المستقبل يريدان ان يفرضا أي رئيس، وهما انتصرا على المظالم التي لحقت بالمسيحيين في فترة ما بعد الطائف على رغم انهم كانوا في السلطة". وأسف النائب السابق فارس بويز لپ"تعدد الوفود اللبنانية في نيويورك ونشر الغسيل عبر حروب الفنادق والبيانات واللقاءات ما يظهر لبنان وكأنه لا يمكن ان يحكم من اللبنانيين"، وكرر انه كان على لحود الا يذهب الى مكان يكشف نقص شرعيته".