يستعيد المخرج السوري نجدت أنزور حادث تفجير مجمع سكني في السعودية، كمحور لعمله الدرامي الجديد،"الحور العين"، الذي يتناول ظاهرة الإرهاب، والأسباب الاجتماعية والانسانية التي تؤدي لتفشيها، من دون البحث في تاريخ الإرهاب، كما يقول، ومن دون تحيز لجهة أو لفكرة ما. كاميرا أنزور تصور المشاهد الأخيرة للعمل، في دمشق، والآن فقط يعلن المخرج الذي يوسم بالإشكالي، عن عمله، الذي لا يجد أنه قد يتعرض لتهديد أو إيقاف، كأنما أنزور لا يدخل مغامرة، كما قد توحي فكرة العمل، إلا إذا كانت مغامرة محسوبة. فمنذ كان العمل فكرة من بضعة أسطر، استطاع أنزور نيل موافقة محطة"أم بي سي"على عرض العمل عرضاً أول حصرياً على شاشتها، ناهيك عن أنه يتناول موضوعه بحياد وموضوعية، حسب قوله. "الحور العين"دراما اجتماعية أساساً، تتناول حكايات عائلات تقطن المجمع السكني، بينها الشباب والشيوخ، والرجال والنساء، إضافة لتنوع جنسيات تلك العائلات، مما يشكل إطلالة بانورامية على المجتمع العربي، لكن هذه الإطلالة محكومة بالانتهاء إلى موضوع محدد. عن هذا العمل يقول أنزور:"إن المسلسل يتوقف في جانبه الاجتماعي عند مشاكل الشباب، وانحراف بعضهم، لأسباب مختلفة، عن الطريق القويم، كأن ينجرف شاب يعاني من عدم تحديد الحلم والهوية والمستقبل، إلى طريق المخدرات، لكن هذا الشاب نفسه، لو تعرض لظروف أخرى فسيتحول إلى إرهابي. وبناء على ذلك يمكن أن نفهم إن المسلسل يحاول البحث في دوافع قد توصل إلى"ما لا تحمد عقباه"والذي يصادف أنه الإرهاب، كون المنطقة حالياً واقعة تحت تأثيراته المرشحة للتصاعد". ويشير الى أن المسلسل يتضمن ثلاثة خطوط رئيسية، الخط الاجتماعي الذي رصد حال العائلات الاجتماعية وحياتهم اليومية، وتولت كتابة السيناريو له الدكتورة هالة أنيس دياب. وخط التحقيق الذي يتوغل داخل الجماعات الإرهابية، وأشرف على كتابته الفنان جميل عواد. والخط الديني، الذي يقرأ الواقع والمقولة الدينية، والتطرف، وأشرف عليه عبد الله بجاد. ويجسد شخصيات العمل فنانون من دول عربية عدة، منهم: مشعل المطيري، نايف العتيبي، ليلى سلمان، أحمد الهذيل من السعودية، عبد الكريم القواسمة، عبير عيسى، فضل العوضي من الأردن، نادين الراسي وباسم مغنية من لبنان، وجلال شموط، سليم كلاس، مي سكاف وأناهيد فياض، نادين تحسين بك، هدى شعراوي، وصفاء سلطان من سورية.