يحذر رجال دين ومسؤولون في محافظة كربلاء 120 كم جنوببغداد من تحوّل مدينتهم إلى مركز اقليمي لتجارة المخدرات عبر تجار ايرانيين وباكستانيين وأفغان، يستغلون الانفلات الأمني ودخول أعداد كبيرة من الزوار للمدينة بشكل غير منظم، لتأسيس مكاتب دائمة لتجارة المخدرات التي اتسعت أخيراً لتشمل مقايضات بتحف وآثار عراقية مسروقة. وقال رجل الدين حيدر الموسوي، من سدنة مرقد العباس في المدينة ل"الحياة":"كثيراً ما نلاحظ زواراً يعرضون بعد زيارتهم للمرقد ما في حوزتهم من مخدرات للبيع"، ويضيف في البداية كان الأمر"مثار استغراب الناس الذين لم تكن لديهم خبرة في موضوع تعاطي المواد المخدرة أو نوعياتها، فكان بعض أهالي كربلاء ينهالون بالضرب على هؤلاء، لكن مع مرور الوقت وتنامي علاقات تجار المخدرات الصغار والكبار مع أصحاب الفنادق ومهربين من سكان المدينة أصبح الأمر شبه طبيعي". ويفضل كثير من الزوار الايرانيين تعاطي مخدري"الحشيشة"و"الترياك"، والأخير منتشر، كما يقولون، في ايران لعدم تحريمه دينياً، أما"الهروين"فلا يقبلون عليه لارتفاع أسعاره. صاحب مطعم"در النجف"أشهر مطاعم كربلاء وأكبرها، الحاج علي الهندي يؤكد ل"الحياة"ان"صفقات المخدرات كانت تعقد في مطعمه بين الإيرانيين والكربلائيين". ويؤكد أن هذه التجارة"راجت في كربلاء"، ويضيف:"بعد سقوط نظام صدام حسين مباشرة دخل الايرانيون وبأعداد كبيرة لزيارة العتبات وراح بعضهم يحمل معه الحشيشة والترياك والأفيون وغيرها من انواع المخدرات لبيعها، لكن تجارتهم كانت ضعيفه في بادئ الأمر بسبب عدم تعاطي العراقيين لها". وتعتبر كربلاء من المدن العراقية الحدودية مع المملكة العربية السعودية، وساعدت الصحراء الكبيرة التي تفصل بين البلدين وعدم سيطرة شرطة حرس الحدود على هذه المنطقة في تسهيل التهريب. قائد شرطة كربلاء العميد كريم حاجم سلطان قال ل"الحياة"إن كربلاء"أصبحت نقطة توزيع مخدرات في دول الخليج". وأشار ان تجار كربلاء يشترون المخدرات من الزوار الإيرانيين ويهربونها الى الخليج عبر الصحراء المفتوحة". وأضاف ان قوات الشرطة ألقت القبض قبل يومين على ثلاثة اشخاص من كربلاء كان بحوزتهم 20 كيلوغراماً من الحشيشة. لكن الظاهرة أصبحت أكثر خطورة بسبب تداخل تجارة المخدرات بتهريب الآثار العراقية. ويؤكد مدير شرطة المدينة ان هناك"عمليات مقايضة بالآثار يقوم بها تجار إيرانيون يوفرون للتجار المحليين المخدرات مقابل ما يحصلون عليه من آثار". ويشير متعاملون بهذه المهنة التقتهم"الحياة"الى أن"المقايضة حدثت بالصدفة عندما عرض أحدهم رأس ملك آشوري اشتراه من أحد مهربي الآثار فعرض عليه تاجر ايراني ان يقايضه بمخدر الترياك". وكان قانون عراقي صدر في تسعينات القرن الماضي نص على اعدام المتاجرين بالمخدرات أو متعاطيها، وإن كانت جهات سياسية محلية تتهم النظام السابق بالتساهل في هذه القضية، فيما برزت اتهامات لنجل الرئيس السابق عدي بتسلم حصص من تجارة المخدرات وتهريبها من ايران إلى الخليج عبر العراق.