سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اختفاء رنا قليلات لاخفاء معلومات عن مسار اموال "بنك المدينة"؟ . اتفاق لبناني دولي على الاستجواب في "مونتي فيردي" ودمشق تقترح على ميليس "اطار عمل و "مذكرة تفاهم"
قالت مصادر لبنانية مواكبة للتحقيقات في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ان لجنة التحقيق الدولية برئاسة القاضي الألماني ديتليف ميليس والسلطات اللبنانية القضائية والامنية اتفقتا على الترتيبات المطلوبة لانتقال الضباط السوريين الستة الذين طلب ميليس من دمشق الاستماع اليهم في مقره في فندق"مونتي فيردي"الجبلي القريب في بيروت. في غضون ذلك كشفت مصادر سورية ل"الحياة"في دمشق ان الحكومة السورية بعثت برسالة الى ميليس تقترح الاتفاق على اطار العمل وآلياته بما في ذلك احتمال توقيع"مذكرة تفاهم". راجع ص 6 و7 وقالت المصادر اللبنانية ل"الحياة"ان ميليس لم يتبلغ حتى ظهر امس موافقة السلطات السورية على انتقال الضباط الستة الى لبنان، لكن الترتيبات التي اتفق عليها مع السلطات اللبنانية تقضي بأن ينتقل هؤلاء عند الحدود اللبنانية ? السورية الى سيارات تابعة للأمم المتحدة، على ان تواكبهم قوى امنية لبنانية وان تتخذ تدابير امنية مشددة على طول الطريق التي سيسلكها موكبهم من البقاع الى مقر اللجنة الدولية ذهاباً واياباً. وأكدت المصادر ان الجانبين تفاهما مبدئياً على انه في حال رأى ميليس ضرورة لتوقيف الضباط الستة فإن السلطات السورية هي التي تقوم بذلك عبر اللجنة القضائية السورية الخاصة. وهو ما كانت ذكرته"الحياة"في عددها امس، خصوصاً ان لبنان لا يستطيع ان يحتمل سياسياً توقيف الضباط الستة على أراضيه، اذا قرر ميليس اجراءً من هذا النوع. وبرز امس تطور لافت على صعيد قضية الامينة التنفيذية في ادارة"بنك المدينة"رنا قليلات الملاحقة من القضاء اللبناني بتهم عدة في فضيحة المصرف الذي سحبت منه مئات ملايين الدولارات. فقد ابلغت السلطات المصرية السلطات اللبنانية بأن قليلات لم تدخل الى مصر، وفقاً لما سبق ان تردد وجعل القضاء اللبناني يطلب توقيفها في القاهرة بناء لملف استرداد جهزته النيابة العامة التمييزية في لبنان لهذا الغرض. وأكدت مصادر واسعة الاطلاع ل"الحياة"ان لغز مكان وجود قليلات، التي تعد بطلة فضيحة"بنك المدينة"الذي تلاحق لجنة التحقيق الدولية مسار الاموال التي سحبت منه للتأكد مما اذا كان جزء منها استخدم في تمويل جريمة اغتيال الحريري، اقلق منذ مدة الجهات المعنية. وفي وقت سرت اشاعات ان قليلات غادرت الى البرازيل، فإن ابلاغ القاهرة السلطات اللبنانية بأنها لم تجد اثراً لها في مصر سواء باسمها الفعلي او باسم مستعار هو خيرية سعيد مهنا، على جواز سفر مزوّر، تزامن مع معطيات تدعو الى التساؤل عن كون اختفاء قليلات نتج من اصابتها بمكروه ما، لاخفاء معلومات عن مسار الاموال التي سحبت من"بنك المدينة". وكانت قليلات موقوفة وأخلي سبيلها قبل ايام من الانسحاب السوري من لبنان في 26 نيسان ابريل الماضي واختفت منذ ذلك الحين. وعلمت"الحياة"ان التحقيقات تحاول اقتفاء اثر تحركها، في الاشهر الماضية من طريق هاتفين خاصين بها ارقامهما خارجية مع"رومينغ"وكانت تستخدمهما في لبنان. وفي العودة الى انتظار الرد السوري على طلب ميليس استجواب الضباط الستة اللواءين آصف شوكت وبهجت سليمان والعمداء رستم غزالي، جامع جامع، عبدالكريم عباس وظافر يوسف، قالت مصادر متصلة بالتحقيق الدولي ل"الحياة"رداً على سؤال، إن ميليس مصر على ان يأتي الضباط الستة الى مقره في"مونتي فيردي"ولن يقبل باستثناء أي منهم من هذا الاجراء. وذكرت هذه المصادر ان الجهود العربية والدولية التي بذلت مع دمشق قبل صدور قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1636 الذي يلزم سورية التعاون مع ميليس ويعطي الاخير صلاحيات مطلقة، كانت تستهدف ثني القيادة السورية عن قرارها استثناء بعض الاسماء ومنها شوكت، من تحقيقات ميليس، وأن فشل هذه الجهود هو من العوامل التي ادت الى صدور القرار الدولي، وبالتالي لا مجال لتجنب مثول الضباط الستة امام لجنة التحقيق الدولية. وأشارت المصادر الى التصريحات العربية المصرية والقطرية والكويتية والدولية كوفي أنان وروسيا... التي ترحب باستعداد دمشق للتعاون مع القرار الرقم 1636، معتبرة ان هدفها تشجيع القيادة السورية المضي بذلك عملياً من طريق التجاوب مع طلب ميليس الاخير. وأكدت المصادر ان دمشق تلقت نصائح من الدول التي تعتبرها صديقة أي الصين وروسيا والجزائر، بوجوب التعاون، كما تلقت جملة مطالب من الدول الرئيسة المعنية بالقرار 1636 بوجوب وقف الحملة على ميليس واستطراداً على الموفد الدولي تيري رود لارسن نتيجة تقريره حول تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1559. وأوضحت المصادر ان دولاً عربية نقلت هذه النصائح والطلبات التي تشمل ايضاً ان تمتنع دمشق عن تغطية أو دعم أي اخلال بالأمن في لبنان لأن التهمة ستوجه اليها في كل الاحوال. وقالت المصادر ان الدول الفاعلة في المجتمع الدولي وفي مجلس الامن ستراقب السلوك السوري في العلاقة مع ميليس وستبني على اساسه توجهاتها اللاحقة تجاه دمشق. وفي دمشق، كشفت مصادر سورية رفيعة المستوى ل"الحياة"امس ان الحكومة السورية بعثت برسالة رسمية الى ميليس، تقترح فيها الاتفاق على"اطار العمل وآلياته"بما في ذلك احتمال توقيع"مذكرة تفاهم"مع سورية. في غضون ذلك، علمت"الحياة"ان الرئيس بشار الأسد سيوجه خطاباً اليوم الى الشعب السوري يتناول التطورات الدولية والاقليمية والداخلية، بما فيها القرار 1636. كما ان الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية عمرو موسى سيجري مع الأسد محادثات تتعلق بالقرار 1636. وقالت المصادر السورية:"تم ارسال رسالة اليه ميليس، تتضمن ضرورة الاتفاق على إطار العمل وخلق آليات للتعاون، مع حرص سورية على التعاون الكامل لتنفيذ القرار 1636 وبذل كل الجهود للتعاون". وقالت مصادر أخرى ل"الحياة"أمس ان رئيس اللجنة القضائية السورية الخاصة القاضية غادة مراد بعثت الى القاضي اللبناني سعيد ميرزا طلباً للحصول على نسخ من إفادات جميع المسؤولين اللبنانيين في شأن اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وان دمشق تبحث في دعوة ميليس الى"الاتفاق على آليات التعاون"واستجوابه مسؤولين سوريين. وفيما قالت المصادر ان دمشق لا تزال تدرس طلب ميليس استجواب ستة من المسؤولين في بيروت وان سورية"تريد انجاز آليات تعاون في طار التعاون التام مع الفريق الدولي تنفيذاً للقرار 1636". اقترح الناطق باسم اللجنة القضائية السورية ابراهيم دراجي في تصريحات الى"الحياة"أمس قيام دمشق ب"دعوة ميليس لتوقيع مذكرة تفاهم أو الاتفاق على آليات المرحلة المقبلة، لإظهار حسن النية ووضع الأمور في الإطار القانوني". ويتوقع ان يؤدي وصول المستشار القانوني في الخارجية الدكتور رياض الداودي قادماً من كندا وفرنسا، الى التسريع باجراء الاتصالات مع القاضي ميليس والبحث في لقائه. واشار دراجي الى ان"عددا من الاشخاص السوريين زار مقر اللجنة وقدم معلومات ووجهات نظر بجريمة اغتيال الحريري".