عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية صدر حديثاً كتاب بعنوان:"صفد في عهد الانتداب البريطاني 1917 - 1948". وهذا الكتاب الذي أعده المؤرخ الفلسطيني مصطفى العباسي يندرج في سياق الدراسات الاجتماعية والسياسية، ويتناول مدينة صفد التي كانت على مر التاريخ العاصمة الادارية والاقتصادية والثقافية للجليل الأعلى ولجزء من جبل عامل والجنوب اللبناني معاً. ولا شك في أن هذا الكتاب يسد فراغاً كبيراً في فهم تاريخ فلسطين الحديث، علاوة على انه يمثل محاولة جديدة لدراسة التاريخ الفلسطيني من خلال فهم البعدين الاجتماعي والسياسي لهذه المدينة. ونعثر في هذا الكتاب على أداة منهجية مهمة وهي الربط بين الدراسة المعمقة للتاريخ المحلي وبين التاريخ الفلسطيني العام. يتحدث الكتاب عن مدينة صفد في أواخر العهد العثماني 1840 - 1918 وعن دور العائلات البارزة من المسلمين والمسيحيين واليهود، ويتطرق الى مصادر الاقتصاد والعلاقات التجارية ثم ينتقل الى الحديث عن الأعيان في المدينة مثل آل النحوي والمفتي والسعدي وقدورة وصبح ومراد والخضراء وشما وعبدالرحيم... الخ. ثم يتناول الحياة الدينية لمدينة صفد ومكانتها في هذا المجال، ويعرض لأهم المساجد والزوايا ومقامات الأولياء فيها. ويستغرق التاريخ السياسي لهذه المدينة الكثير من فصول الكتاب فيتناول، بالتفصيل، انطلاق الحركة القومية العربية من دمشق، وأحداث حائط البراق في سنة 1929، ونشوء الحركة الوطنية في صفد ابان الثورة الكبرى 1936 ? 1939، ثم أحوال صفد إبان الحرب العالمية الثانية ومعارك حرب 1948 وسقوط المدينة. وفي الكتاب أيضاً ملاحق بأسماء بعض القائمقامين وأعضاء مجلس ادارة قضاء صفد وأعضاء المحكمة النظامية وأعضاء دائرة المعارف والمجلس البلدي فضلاً عن صور تاريخية للمدينة ووثائق مختلفة.