رحل عن دنيا الفناء إلى دار البقاء المغفور له بإذن الله تعالى الأستاذ الدكتور عادل حسن غنيم، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة عين شمس، ورائد وموجه الدراسات الفلسطينية الحديثة والمعاصرة بالجامعات المصرية، إذ كرس حياته العلمية والأكاديمية لهذه القضية العربية. لم تزد لقاءاتي به عن بضعة لقاءات، لكنه منذ اللقاء الأول ترك لدي انطباعاً قوياً أنه ممن اختصهم الله لقضاء حوائج الناس، فأي مساعدة يستطيع تقديمها لمصلحة أي إنسان لا يتوانى عن المبادرة إليها. أذكره في لقاء كان بمناسبة انتهائي من التنسيق الإلكتروني للمجلد الأول من موسوعة مصر والقضية الفلسطينية في عام 2008، إذ كان ودوداً بشوشاً، أباً حانياً. يرحمه الله رحمة واسعة، ويُسكنه فسيح جناته، ويجعل علمه في ميزان حسناته. وفيما يلي استعراض لبعض مؤلفاته. «تاريخ الهند الحديث» ألفه بالمشاركة مع الدكتور عبدالرحيم عبدالرحمن عبدالرحيم، حيث كانا معارين معاً لكلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية جامعة قطر، ونشرت طبعته الأولى في عام 1980 مكتبة الخانجي بمصر، والكتاب يقع في 191 صفحة، وثلاثة أبواب مقسمة إلى 10 فصول، الباب الأول «الهند والغرب»، يقدم في الفصل الأول ملامح الهند الجغرافية والحضارية والاجتماعية والدينية، وفي الفصل الثاني دوافع الاتجاه الأوروبي نحو الهند في مطلع العصر الحديث، الدينية، والاقتصادية، والسياسية، والفصل الثالث يتناول الاستعمار الأوروبي للهند، البرتغالي، والهولندي، والبريطاني. أما الباب الثاني فمخصص للدولة المغولية في الهند، مقسم إلى ثلاثة فصول. الرابع لنشأة الدولة، والخامس يستعرض تاريخها من نهاية عهد بابر إلى بداية القرن السابع عشر، والسادس من بداية القرن السابع عشر حتى نهايته. أما الباب الثالث والأخير فمخصص لتاريخ الهند من الثورة إلى الاستقلال، من خلال أربعة فصول، السابع للثورة الهندية، والثامن لتاريخ الهند 1858-1914، والتاسع لتاريخها بين الحربين العالميتين، ويأتي الفصل الأخير ليختم بالحرب العالمية الثانية واستقلال الهند. «الحركة الوطنية الفلسطينية من ثورة 1936 حتى الحرب العالمية الثانية» نشر عام 1980 عن مكتبة الخانجي بمصر، حيث كان الدكتور عادل غنيم معاراً لكلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية بجامعة قطر، وأهدى الكتاب إلى «روح الشهيد عز الدين القسام أول من نظم وقاد العمل الفدائي في فلسطين»، والكتاب في الأصل عبارة عن أطروحة تقدم بها لنيل درجة الدكتوراه في فلسفة التاريخ، حيث عالجت الدراسة للمرة الأولى موقف القوى الاجتماعية في فلسطين من ثورة 1936، وتتناول موقف السعودية ومصر والمغرب العربي من قضية فلسطين، وذلك من خلال بابين مقسمين إلى 9 فصول، خصص الباب الأول لثورة 1936/ 1939، حيث تناول الفصل الأول المرحلة الأولى للثورة، والفصل الثاني تقرير اللجنة الملكية البريطانية ومشروع تقسيم 1937 وصداه، والفصل الثالث للمرحلة الثانية من الثورة حتى مؤتمر لندن والكتاب الأبيض لعام 1939، وعلاقة الثورة بالقوى الخارجية، والفصل الرابع لموقف القوى الاجتماعية من الثورة: الفلاحون، العمال، المثقفون، الطلاب، المعلمون، الشباب، المهنيون، صغار التجار، الموظفون، البرجوازية، والفصل الخامس لموقف اليهود والثورة. أما الباب الثاني فقد استعرض موقف العالم العربي من الثورة، إذ استعرض الفصل السادس الموقف العربي، والمؤتمرات العربية خلال سنوات الثورة، والفصل السابع المشرق العربي والثورة: العراق، سورية، لبنان، شرق الأردن، السعودية، والفصل الثامن المغرب العربي والثورة: تونس، الجزائر، المغرب، واختتم بالفصل التاسع عن موقف مصر من الثورة، ليخلص إلى أن ثورة 1936 كانت ثورة تحرر وطني، ساهمت فيها كل القوى الشعبية الفلسطينية، وأهم إنجازاتها هي إيقاف مشروع تقسيم 1937، وأنها جعلت العالم العربي يبدي اهتماماً حقيقياً بقضية فلسطين، رغم الإصرار البريطاني على ضرورة بناء وطن قومي لليهود. «التاريخ الاجتماعي للمرأة القطرية المعاصرة» ألفه بالمشاركة مع الدكتور أحمد زكريا الشلق، ونورة ناصر جاسم آل ثاني، وعائشة محمد الظاهري، وصدر عام 1989 عن مركز الوثائق والدراسات الإنسانية بجامعة قطر، حيث يقول الأستاذ الدكتور عثمان سيد البيلي مدير المركز حينئذ في تقديمه للكتاب «ولعل هذا الكتاب، بفضل ما فيه من توثيق وتسلسل وعرض موضوعي شامل، يسد ثغرة في التأريخ للمرأة القطرية العربية المسلمة على وجه الخصوص، والخليجية عموماً». والكتاب يقع في 350 صفحة، مقسمة إلى 8 فصول، كتب جانب التاريخ السياسي فيها الدكتور الشلق، في ثلاثة فصول، الأول للتطور السياسي لقطر 1916-1935، والثاني سنوات التحول 1935-1960، والثالث خصصه لبناء النظام السياسي والإداري في دولة قطر. أما الدكتور غنيم، الباحث الرئيس، فقد كتب مقدمة الكتاب، والفصل الرابع الذي تناول فيه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في قطر منذ الحرب العالمية الأولى، والفصل السادس عن المرأة القطرية والزواج، والفصل السابع عن المرأة القطرية والعمل. وساهمت نورة ناصر جاسم آل ثاني بكتابة الفصل الخامس عن المرأة القطرية والتعليم، وعائشة محمد الظاهري بكتابة الفصل الثامن والأخير عن المؤسسات والجمعيات النسائية. ليقدم الكتاب فصلاً من الدور الاجتماعي البارز الذي ساهمت به المرأة القطرية في خدمة مجتمعها خلال مرحلة الغوص على اللؤلؤ، وبدء تصدير البترول في أواخر الأربعينات من القرن العشرين، وفي أعقاب التطور الاقتصادي الكبير الذي شهدته قطر نتيجة استخدام عائدات البترول لبناء الدولة الحديثة. «دراسات تاريخية مهداة إلى الأستاذ الدكتور عادل حسن غنيم رائد الدراسات الفلسطينية» كتاب تكريمي لمسيرته لخدمة تاريخ القضية الفلسطينية منذ مطلع الستينات من القرن العشرين وحتى عام 2005، عام صدور الكتاب، الذي حرره الدكتور جمال محمود حجر عميد كلية الآداب جامعة الإسكندرية حينئذ، والكتاب يقع في 750 صفحة، شارك فيه نخبة من زملاء وأبناء وتلامذة ومحبي المحتفى به، افتتحه المحرر بمقدمة تعرف بالدكتور غنيم، وقسم الكتاب إلى أربعة محاور، في المحور الأول حول المكرم، نقرأ «ذكريات من حياتي» بقلم الدكتور غنيم نفسه، ثم بقلم زوجته نوال مختار خليل «عادل غنيم رفيق العمر»، وبقلم ابنه محمد «كلمات من ابن محب لوالده»، وبقلم ابنته نجلاء «والدي عادل غنيم، نبع الحنان المتدفق»، وبقلم صديقه عبدالباري إبراهيم دره «عادل حسن غنيم صديقاً... مؤرخاً»، ويكتب محمد مؤنس عوض «عادل غنيم نهر العطاء المتجدد»، وهارون عبدالعزيز الجمل «خاطرة حول العالم الكبير»، وكمال عرفات نبهان «عادل غنيم مؤرخ القضية الفلسطينية». أما المحور الثاني فمخصص للتاريخ القديم والوسيط، حيث تضمن أبحاث ودراسات مهداة، إذ يكتب مصطفى كمال عبدالعليم «ثورة اليهود في برقة ومصر وقبرص في عام 115م»، وعلي السيد علي «الأسرة في مدينة بيت المقدس عصر سلاطين المماليك»، ونجوى كمال كيرة «ظهور واختفاء شخصية الزعيم في مصر منذ العصر المملوكي وحتى التاريخ الحديث»، وعبادة كحيلة «مصر في تاريخ الغجر»، ومحمود إسماعيل «المشترك الفكري والسياسي بين حركتي الموحدين في المغرب والمريدين في الأندلس»، وكرم الصوي باز «نظم التجارة الصحراوية بين المغرب الأقصى والسودان الغربي في الفترة من ق 8-10ه/ 14-16م»، ومحمد مؤنس عوض «الإتجاهان الآسيوي والأفريقي للتوسعات الصليبية في القرنين 12 و13م». وفي المحور الثالث المخصص للتاريخ الحديث والمعاصر يكتب رؤوف عباس حامد «التاريخ المعاصر باستخدام المصادر والمناهج الحديثة»، وأحمد زكريا الشلق «فلسطين وبدايات الحركة الصهيونية منذ نشأتها حتى وعد بلفور 1917»، ومحمد السعيد جمال الدين «رجل من رواد الإصلاح المصري- التركي، سعيد حليم باشا»، وفاروق عثمان أباظة «بريطانيا واحتلال القدس أثناء الحرب العالمية الأولى»، ومحمد محمود الديب «مسألة القدسالشرقية»، وجمال زكريا قاسم «دور العرب في نشر الإسلام في شرق أفريقيا»، وماهر عطية شعبان «دور القوافل الصحراوية في نشر الإسلام في السودان الأوسط في القرن 19»، ويحيى محمد محمود «حملات إبراهيم باشا على شرق الجزيرة العربية وآثارها»، وجمال محمود حجر «توجهات زايد الوحدوية كما رصدها الديبلوماسيون البريطانيون المعاصرون 1965-1967»، ومحمد السعيد عبدالمؤمن «إيرانوفلسطين»، ومحمد يوسف عدس «علي عزت بيغوفتش ودوره في حرب البوسنة»، وأحمد الشربيني «العلاقات التجارية بين مصر وإيطاليا في القرن العشرين»، وأحمد جلال «الجذور التاريخية للهيمنة الأميركية»، وفي المحور الرابع والأخير «دراسات متنوعة»، يكتب علاء الدين كفافي «عرض لدراسة نفسية عن آثار حرب أكتوبر على الجندي الإسرائيلي وأسرته»، وعبدالله عبدالرازق «العولمة والتراث العربي الإسلامي»، وعبد المنعم إبراهيم الجميعي «أم كلثوم وتطور فن الغناء العربي»، والسيد حسن عباس «أزمة الحقوق الاجتماعية»، وماجدة النويعمي «الاندماج في الإسكندرية وروما خلال عصر بروبرتيوس الرابع والسادس».