لم تعد وظيفة النظارات الشمسية التي ابتكرت في بدايات القرن الماضي تلبّي أغراضاً طبية فحسب، بل تطورت لاستعمالات جمالية وتماشياً مع الموضة. وباتت بالنسبة إلى البعض هواية يتفنّون في ممارستها. هنادي تقتني عشر نظارات شمسية مختلفة الأشكال والألوان، لكنها تتلذذ في وضع تلك البنية الداكنة التي تسمح لها بالنظر الى وجوه كل الجالسين في المقهى أو على شاطئ البحر من دون ان ينتبه أحد الى أنها تراقبه. وأصبحت مراقبة الناس هواية هنادي المفضلة. فممارسة هذه الهواية تستجدي مواضيع جديدة للتحدّث فيها مثل... انتقاد الجالسين الى الطاولات المجاورة. أما أسامة الذي نقل هذه الهواية الى هنادي، فقد اكتشف هوايته هذه خلال خروجه مع صديقته التي لم يكن يستطيع أثناء وجوده معها النظر الى الفتيات الجميلات. لذلك، صار يضع النظارة الشمسية أمام صديقته، ثم غدت هذه النظارة رفيقته الحميمة في كل جلساته المغلقة والمفتوحة والمتراس الذي يستر خلفه رادار عيونه الذي لا يكل أو يمل من المراقبة الدقيقة لكل فتاة تعجبه أو تلفت نظره. وعلى رغم ان البروتوكول الاجتماعي ينص على ان وضع النظارة أثناء الحديث الى شخص"عيب"وتقليل من احترامه، نشهد اليوم وبفضل الترويج الاعلاني الضخم للنظارات الشمسية، انقلاباً في الموازين. حتى غدا الآلاف من نجوم الغناء والتلفزيون من فنانين ومطربين وممثلين وحتى اعلاميين أحياناً، يخاطبون المشاهد من خلف نظاراتهم الشمسية، وان تواجدوا في أماكن مغلقة وغير معرضة للشمس. وبالتالي إن كان بعض الفنانين والمشهورين ونجوم الشاشة الصغيرة يضعون النظارات الشمسية في شكل مستمر، للتهرب من تدفق المعجبين والمتطفلين الذين يتخطون أحياناً كثيرة حدود الحرية الشخصية للفنان، فما الذي يدفع الناس الى التباهي بتصرفاتهم ودفع مبالغ باهظة لاقتناء أحدث النظارات الشمسية ذات الماركات العالمية؟ 500 دولار أميركي ثمن نظارة ايلين ال"Gucci" مع العلم ان راتب ايلين الشهري هو 500 دولار. غير انها اعتادت وضع النظارات الشمسية لتعجب الشباب. إذ تعتقد أنّ النظارة وماركتها يضفيان على طلتها جمالاً. أما نورا القطرية فلديها علاقة متينة مع نظاراتها، إذ تضعها حتى في المول واثناء تسوقها، لتنظر بحرية الى الشباب الذي يريدون التعرف اليها أو الذين يرمون عن قصد أرقام هواتفهم في حقيبة يدها.