أشكال وألوان متعددة من النظارات الشمسية يقبل عليها الشباب في مصر مع حلول الصيف. البعض يضعها للضرورة الطبية لكي تقي العين من الضوء وانعكاسات اشعة الشمس المحملة بالأشعة فوق البنفسجية، والبعض الآخر لجذب الانتباه ولفت النظر. واللافت ان الاقبال المتزايد على النظارات بين الشباب يختلف بحسب المستوى الاجتماعي. فإذا كان الميسورون يبحثون عن النوعية، يلجأ الشاب من أسرة فقيرة الى شراء النظارة من الباعة المتجولين على رغم التحذيرات الطبية من كونها تؤذي العين لأنها مصنوعة من خامات رديئة وتصبغ بألوان غير مطابقة للمواصفات الطبية، ما يسمح بزيادة تركيز الاشعة فوق البنفسجية وفوق الحمراء على العين، ويؤذي القرنية. والواقع ان هناك خطأ شائعاً يقع فيه كثير من الشباب عند شراء النظارة الشمسية من دون استشارة طبيب، اضافة الى اختيارهم الواناً قاتمة جداً كالأسود والبني، لا تتطلبها طبيعة المكان. ولعل كثيرين يتعمدون تقليد الفنان احمد زكي الذي تكثر مشاهدته في الصيف مرتدياً نظارة سوداء او المطرب عمرو دياب الذي يحرص على وضع نظارة "عسلي عاكس" من دون اطار واندفع كثير من معجبيه الى تقليده. ويقول وائل جودة طالب: "لم أكن أفكر قبلاً في وضع نظارة شمسية الى أن التحقت بالجامعة ووجدت كثيرين من زملائي يحرصون على الظهور بها خلال فصل الصيف كنوع من "الروشنة" فاستهواني هذا، وحالت الظروف المادية التي امر بها دون شراء نظارة من ماركة عالمية وتغلبت على ذلك بشراء أخرى تقليد من باعة الرصيف بجنيهات قليلة، وفي شكل عام لا اخرج من البيت في ايام الصيف من دونها وان لم اضعها على عينيّ، فأحرص على وضعها بشكل مميز في جيب القميص او رفعها الى مقدمة رأسي وقد اسعدني ان أجد كثيراً من زملائي يقلدونني في تلك الحركة". ويقول عادل زويد طالب جامعي: "أهوى اقتناء اكثر من موديل واحد من النظارات الشمسية وأحرص على أن اختار ما يتناسب مع قصة شعري وألوان الملابس التي ارتديها". ويضيف: "اعتبر النظارة الشمسية مكملاً لأناقة الشاب ودليلاً الى المستوى الاجتماعي الذي ينتمي اليه". وفيما يختلط الامر على بعضهم لكثرة الماركات المقلدة، ويستطيع الشاب "المفتح" التمييز بين الاصلي والتقليد، وكثيراً ما تدور الاحاديث بين الطلاب حول هذا الموضوع. وعن الموقف من التحذيرات الطبية لمن يتعاملون مع باعة الرصيف، يقول ايهاب عادل طالب جامعي: "قليلاً ما يلتفت الشاب الى هذه التحذيرات، فهمه الاول هو المظهر الراقي ومسايرة زملائه في صرعات الموضة، خصوصاً ان الاثار الجانبية لهذه النظارات تأتي من وضعها لوقت طويل وباستمرار، ولكن نحن غالباً ما نستخدمها خلال تواجدنا في الحرم الجامعي في فترة ما بين المحاضرات او في اوقات السير في الشوارع وقت الظهيرة". ولا يقتصر هوس استخدام النظارات الشمسية على الشبان، وإنما يشمل الفتيات ايضاً ومنهن منى خالد التي تقول: "لا أجد عيباً في وضع النظارة الشمسية، فهي تضفي على وجهي كثيراً من الجاذبية الى جانب انها تحمي عيني من اشعة الشمس الضارة ومن العواصف الترابية التي تكثر في ايام الصيف. وأحرص على وضع نظارة شمسية ذات عدسات متغيرة اللون وفقاً لشدة اشعة الشمس وهي بحسب رأي الاطباء الافضل والاكثر راحة للعين". بينما تقول ايمان سعيد طالبة جامعية: "أهتم باستخدام النظارة الشمسية خصوصاً اثناء وجودي على شاطئ البحر في الاسكندرية حيث يحذر اطباء العيون دوماً من خطورة الاشعة المنعكسة على سطح البحر التي تصيب المصطافين الذين يجلسون في الظل على الشواطئ بأضرار بالغة الخطورة. وفي غير أيام الصيف يندر استخدامي لها، لا لشيء ولكن لأن كثيرين يستخدمونها وأنا أرفض التشبه بأحد". وعن الآثار الصحية لارتداء النظارة الشمسية، يقول استشاري امراض العيون الدكتور محمد مسعود: "علينا ان نفرق بين النظارات الشمسية التي تخضع لمواصفات طبية دقيقة وبين النظارات المجهولة المصدر التي تباع على الرصيف. فالأولى تحمي العينين من خطر الاشعة فوق البنفسجية وبالتالي استخدامها ضروري في هذه الحالات، خصوصاً لدى الافراد الذين يعانون مشكلات في العينين. كذلك يجب الا يكون اختيار النظارة قائماً على الموضة فحسب لأن لون النظارة مهم جداً. فالنظارات السوداء القاتمة تؤدي الى زيادة قدرة الاشعة الفوق البنفسجية على النفاذ في شكل اعمق داخل العينين بينما النظارات الصفراء والبرتقالية الخفيفة تؤدي الى ضعف القدرة على تمييز الألوان. وأفضل الألوان المناسبة للنظارات الشمسية هي الاخضر والرمادي والاسود الخفيف. وننصح بعدم الثقة في ان النظارات الشمسية تحمي العين تماماً من اشعة الشمس مهما كانت درجة مواصفاتها الطبية، لهذا يجب تقليل استخدامها بقدر الامكان، خصوصاً اذا لم يكن ضوء الشمس شديداً".