وقعت الحكومة اليمنية أمس، وبعد عشر سنوات من المفاوضات والانتظار، اتفاقية تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى السوق الكورية بعد أن وقعت في وقت سابق عقد بيع جزء منه إلى السوق الأميركية. وقال وزير النفط والمعادن اليمني رشيد صالح بارباع في حفل أقامته الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسيل التي تقودها شركة توتال الفرنسية،"ان المشروع اليمني مر بصعوبات عدة نتيجة الظروف الإقتصادية في شرق آسيا وحصول تغييرات في سوق الغاز على مستوى العالم من حيث العرض والطلب لكن اليمن نجح في نهاية المطاف أن يجد لنفسه موطئ قدم في هذه الصناعة العالمية". وذكر بارباع أنه تم التوقيع في وقت سابق مع شركة"توتال"الفرنسية وشركة سويس"تراكتبول سابقا"على شراء 4.5 مليون طن من الغاز المسيل فضلاً عن مليوني طن تم التوقيع عليها مع مؤسسة الغاز الكورية"كوغاز"، لافتاً إلى أن المشروع سيوفر نحو 10 آلاف فرصة عمل. وقال القائم بأعمال المدير العام لشؤون الغاز في وزارة النفط والمعادن اليمنية عبدالوهاب الجنيد ل"الحياة"عقب توقيعه نيابة عن الحكومة اليمنية، ان الشركاء في المشروع وقعوا الأسبوع الماضي في باريس قراراً بالمضي في الاستثمار في المشروع بشكل نهائي، وإن بناء منشآت المشروع سيستغرق 41 شهراً قبل أن يبدأ التصدير فعلياً في كانون الأول ديسمبر 2008. وذكر الجنيد أن حجم الاستثمارات في المشروع يصل إلى 3.5 بليون دولار تم الإتفاق على تأمينها كما أبدت العديد من المصارف ومؤسسات التمويل الدولية استعدادها للمساهمة في تمويل المشروع. وأشار الجنيد إلى أن كل المناقصات الخاصة بتنفيذ البنى التحتية تم الإنتهاء منها ورست على شركات عالمية سيعلن عنها قريباً. وتشمل المنشآت، بحسب بيان صحافي للشركة، بناء مصنع تسييل للغاز في مأرب ومد خطي أنبوب من مأرب 180 كم شرق صنعاء إلى ميناء بلحاف على البحر العربي جنوباً بطول 320 كم فضلاً عن تشييد ميناء للتصدير. وأضاف البلاغ أنه تم التوقيع أيضا على منح مؤسسة الغاز الكورية"كوغاز"نسبة 6 في المئة من أسهم الشركة اليمنية للغاز الطبيعي مخصومة من حصص الشركاء الحاليين بحسب مساهماتهم، وهم: توتال 42.90 في المئة، والشركة اليمنية للغاز والتي تمثل الحكومة اليمنية 23.10 في المئة، وشركة هنت أويل الأميركية 18 في المئة، وشركة إس كي الكورية 10 في المئة، وهيونداي الكورية 6 في المئة. وقال القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لمؤسسة كوغاز الكورية كيو سن لي ان الإتفاق يتضمن نقل 33 شحنة من الغاز المسيل كل عام من اليمن إلى كوريا وعلى مدى 20 عاماً من نهاية العام 2008. وكان مجلس الوزراء اليمني وافق قبل أسبوعين على إتفاقيات بيع وشراء الغاز الطبيعي بعد أن قدمت لجنة وزارية تقريراً يؤكد أن الأسعار معقولة خصوصاً عقب تشكيك دوائر برلمانية يمنية في الأسعار التي احتسبت على مدار العقدين المقبل.