أعلنت رئيسة سريلانكا تشاندريكا بندرانيكا كوماراتونغا حال طوارئ في البلاد أمس، بعد اغتيال وزير خارجيتها لاكشمان كاديرغامار. وقالت كوماراتونغا إن"خصوماً سياسيين"قتلوا وزير الخارجية لاكشمان كاديرغامار، ولكنها لم تصل إلى حد اتهام جبهة نمور تحرير تاميل إيلام. وقال الناطق باسم الرئاسة السريلانكية:"أعلنت حالة الطوارئ لضمان الأمن القومي، إنه إجراء قانوني للتمكن من نشر قوات الطوارئ بحرية". وأشاد مكتب كوماراتونغا بوزير الخارجية وهو خريج جامعة أكسفورد بوصفه"بطل زماننا"وأعلن فترة حداد عام. وكان كاديرغامار الذي قام بحملة لحظر جبهة نمور تحرير تاميل إيلام دولياً على رأس قائمة اغتيالات للجبهة، وتوفي في الساعات الأولى من صباح أمس بعدما أطلق قناص النار عليه في حديقة منزله في وسط كولومبو. وقُتل ثلاثة أشخاص آخرون في هجمات منفصلة في كولومبو أول من أمس، انحت الشرطة باللائمة فيها على المتمردين. وجند نحو ألف من جنود وضباط الشرطة للمساعدة في التحقيقات. وعثرت الشرطة السريلانكية أمس على قاذفة صواريخ وقذائف صاروخية في المنزل المواجه لمنزل كاديرغامار في أعقاب فرض حال الطوارئ في البلاد. وقالت الشرطة إن هناك دليلاً يظهر أن منفذ الاغتيال ومساعديه المحتملين مكثوا في المنزل المواجه لمنزل كاديرغامار أياماً عدة قبل تنفيذ الجريمة وكانوا مسلحين بقذائف صاروخية وقنابل يدوية. وقالت مصادر الشرطة إن شخصين اعتقلا في ما يتعلق بقتل كاديرغامار، ولكنها لم تذكر تفاصيل أخرى. وقال محللون ومراقبون للسلام إن من المتوقع تماسك الهدنة باعتبار أن لا أحد من الطرفين يريد استئناف حرب أدت بالفعل إلى قتل 64 ألف شخص خلال 20 عاماً على رغم أن عمليات قتل شخصيات بارزة تخاطر بتصاعد التوتر والعنف. وامتنع مسؤولون في الحكومة عن التعليق في شأن من يقف وراء الجريمة، ولكن المفتش العام للشرطة تشاندرا فرناندو أنحى باللائمة في هذه الجريمة على نمور التاميل. وكان كاديرغامار المتحدر من اصل تاميلي أحد كبار المستشارين لكوماراتونغا في عملية السلام المطولة في البلاد مع المتمردين التاميل. وكان الوزير الراحل صرح علناً في أكثر من مناسبة أنه هدف محتمل لنمور التاميل. في المقابل، أفاد موقع على شبكة الإنترنت مؤيد لجبهة نمور التاميل أمس، بأن الحركة تنفي أي صلة لها باغتيال وزير الخارجية السريلانكي. وقال زعيم الجناح السياسي للجبهة أس بي تاميلسيلفان إن على الحكومة أن تنظر بين صفوفها بحثاً عن المسؤولين. وتتهم الجبهة الحكومة بمساعدة فصيل مارق على شن حرب ضدها في شرق الجزيرة. ونقل الموقع عن تاميلسيلفان قوله:"نعرف أن هناك فصائل داخل القوات المسلحة السريلانكية تنفذ خطة سرية لتخريب اتفاقية وقف إطلاق النار". ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه الجريمة. من ناحيته، دان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان اغتيال وزير خارجية سريلانكا. وكذلك مفوضة الاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية بنيتا فيريرو فالدنر رأت أن عملية السلام في سريلانكا يجب أن تستمر، ووصفت اغتيال وزير الخارجية بأن"ذلك كان عملاً إرهابياً بشعاً بحق ولا بد من تقديم مرتكبيه الى العدالة". بدورها، نددت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس باغتيال نظيرها السريلانكي، ووصفته ب"العمل الإرهابي الوحشي". وفي نيودلهي، قال وزير الشؤون الخارجية الهندية إي أحمد إن بلاده ستقف إلى جانب جارتها في هذا الوقت العصيب.