احكمت الرئيسة السريلانكية شاندريكا كوماراتونغا قبضتها على البلاد امس، معلنة حال الطوارئ لفترة 10 أيام، وذلك غداة طردها وزراء الاعلام والدفاع والداخلية وتعليق البرلمان لاسبوعين، نتيجة خلاف مع رئيس الوزراء رانيل ويكراماسينغه حول ادارة عملية السلام مع حركة "نمور التاميل" الانفصالية. واكد المستشار الرئاسي اريك فرناندو ان "حال الطوارئ اعلنت وستدخل حيز التنفيذ منتصف ليل الاربعاء - الخميس". وتأتي الاجراءات التي اتخذتها كوماراتونغا بعد مضي ثلاثة أيام على تسليم الانفصاليين التاميل لائحة بمطالبهم من أجل الموافقة على إقامة حكومة موقتة شمال شرقي البلاد حيث تقطن غالبية السكان التاميل 3.2 مليون نسمة. ولكن كاماراتونغا اكدت في الوقت نفسه، احترامها لاتفاق وقف النار مع انفصاليي التاميل الذي ابرم العام الماضي، نافية عزمها على شن حملة عسكرية على معاقلهم في شمال شرقي البلاد. وقال مستشار الرئيسة ووزير الخارجية السابق لاكشمان كاديرغامار في مؤتمر صحافي: "طلبت مني الرئيسة تأكيد أن اتفاق الهدنة لا يزال سارياً وأنه سيستمر". وقال إن كوماراتونغا لا تعتزم استئناف العمليات العسكرية ضد الانفصاليين. ولكنه اعتبر ان تنفيذ مطالب "نمور التاميل" سيدمر الحكومة، مشيراً الى ان "على الشعب السريلانكي ان يقرر ما اذا يريد منح ثلثي بلاده الى المتمردين". ونفى وجود صلة بين إقالة الوزراء وتسليم الوثيقة التي طالب فيها الانفصاليون بسلطات مستقلة موسعة لادارة الشؤون المالية وتوزيع الاراضي وتحديد المسائل الامنية، مؤكداً ان إقالة الوزراء الثلاثة تتعلق بتدهور الوضع الامني. وكانت الحكومة الحالية أبرمت اتفاق هدنة مع انفصاليي جبهة "نمور تحرير تاميل إيلام" في شباط فبراير الماضي، ما افسح في المجال امام اطلاق مفاوضات بين الجانبين. ويذكر ان حال الطوارئ تسمح للرئيسة كاماراتونغا باقرار القوانين وتمنحها صلاحيات واسعة تتيح لها فرض رقابة شديدة على الاعلام، كما تعطي قوات الامن صلاحيات واسعة تشمل تفتيش المنازل وتوقيف مشتبه بهم لفترات طويلة من دون اذن قضائي. وسبق ان نُشرت قوات الجيش في المواقع الاستراتيجية في أنحاء العاصمة كولومبو مساء اول من أمس، بعدما اقالت كوماراتونغا وزراء الدفاع تيلاك مارابانا والداخلية جون أماراتونغا والاعلام امتياز باكير ماركر. ويذكر ان السلطات السريلانكية استغلت اعلان حال الطوارئ عام 0002 ، في حملتها على الانفصاليين التاميل. وفي المقابل، اكد مسؤول في "نمور التاميل" رفض الكشف عن اسمه ان قوات المتمردين في حال استنفار على محاور القتال في شمال شرقي البلاد، مشيراً الى ان القيادة تعقد اجتماعات طارئة ومتواصلة.