أعلنت حركة «حماس» أن نائب رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية زار موقعاً تدريبياً تابعاً ل «كتائب القسام»، الذراع العسكرية للحركة قريب من الحدود الشمالية لقطاع غزة، تزامناً مع زيارة مماثلة لرئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي ايزنكوت للمنطقة المقابلة خلف الحدود. ونشرت الحركة ليل السبت - الأحد مجموعة من الصور يظهر فيها هنية، أثناء زيارته غير المعلنة مسبقاً، للموقع الواقع على بعد نحو كيلومتر واحد من نقطة التقاء الحدود الشمالية مع شاطئ البحر. وظهر هنية في احدى الصور يشير بيده اليمنى الى مدينة المجدل عسقلان التي تطلق عليها اسرائيل «أشكلون»، ودمرتها العصابات الصهيونية وهجرت أهلها عام 1948. وظهر في هذه الصورة عامود دخان يتصاعد من انبوب مرتفع ضخم في المدينة الساحلية، يظهر للعيان بوضوح حتى من وسط القطاع. كما ظهر هنية مع مجموعة كبيرة من مقاتلي «القسام»، وفي اخرى يقبل يد أحد عناصر «القسام»، بحضور القيادي في الحركة، وزير الداخلية السابق فتحي حماد، وقائد لواء شمال القطاع في الكتائب أحمد الغندور. وأظهرت صورة اخرى هنية ينظر عبر منظار مكبر الى مستوطنة «نتيف هاعسراة» الواقعة خلف الحدود مباشرة، وتجثم فوق أراضي قرية هربيا المدمرة عام 1948. وهذه الزيارة الأولى لهنية للمنطقة منذ سنوات طويلة. وسبق ان زار القيادي في الحركة محمود الزهار قبل أيام قليلة موقعاً ل «كتائب القسام» على الحدود الشرقية. تزامناً، نشرت وسائل اعلام عبرية صوراً لرئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت قرب المستوطنة نفسها وهو ينظر عبر منظار مكبر الى موقع «كتائب القسام» والمناطق الشمالية للقطاع. الى ذلك، قال هنية إن مشروع «حماس» يرتكز الى المقاومة كخيار استراتيجي من أجل التحرير والعودة، وليس الدولة الموقتة، ولا دولة في قطاع غزة. وجدد خلال كلمة ألقاها عبر الهاتف في مهرجان أقامته الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية أمس إحياء لذكرى استشهاد مؤسس الحركة الشهيد أحمد ياسين، تأكيده على أن «لا دولة في غزة ولا دولة بلا غزة... لا دولة في الضفة ولا دولة من دون الضفة، ولا دولة ولا كيان لفلسطين من دون القدس». وشدد على تمسك «حماس بخيار المقاومة الشاملة الواسعة التي ينخرط فيها كل العناوين، عسكرياً وسياسياً وأمنياً وإعلامياً وشعبياً وجماهيرياً». وأضاف: «متمسكون بحقوقنا وثوابتنا ولا تنازل ولا تفاوض ولا تراجع ولا اعتراف بهذا المحتل المغتصب أرضنا ومقدساتنا». واعتبر المصالحة «خياراً ضرورياً للشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات والمخاطر»، داعياً السلطة إلى «رفع يدها عن أبناء شعبنا وأبناء الحركة والكتلة الإسلامية، وان تفتح المجال لحرية الرأي والعمل السياسي والمؤسساتي، ووقف الاعتقالات السياسية التي لا تخدم إلا الاحتلال ولا تعبر عن خُلق الشعب الفلسطيني».