"لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم"فالاسلام دين الحق دين العدالة دين الحرية ودين المنطق فأين المسلمون الآن من العدالة والحرية والمنطق، ولو اننا رجعنا الى مدرسة الاسلام بمراجعها ومرجعيتها وكتبها وكتابها ومعاملاتها لوجدنا تلك الاصول كالمرآة كلما مسحتها اكثر وتمعنت في المسح ازدادت اشعاعاً. اما ما نراه الآن على الساحة هو أن المسلمين حيارى فتداخلت عليهم الامور واختلطت المفاهيم باختلاف علمائهم وكتابهم وقادتهم، وازداد التشعب كثيراً وابتعدوا عن الاصول فكثرت الاحزاب والجماعات وضعف المسلمون. فكيف للمسلمين بهذا الضعف والتمزق والتفرق بأن يدركوا الجماعة الاصلح أو الحزب الافضل. ومن المفارقات الناتجة عن هذا الوضع السيئ أننا نرى ونسمع ان هناك من يقدم الفتوى لكثير من الشباب الطيب المتحمس بما لا يحق لهم الفتوى فيه، فقد نرى مثلاً مجلة معروفة أو غير معروفة تنقل خبراً عن شخص ما ادعى شيئاً لا يقبله المسلمون وقبل التحقق في ما اذا كان الخبر صحيحاً أو مكذوباً ينتشر كالنار في الهشيم ويصدقه اتباع شيخ ما وينقلونه اليه على علته فيقوم هو بفتوى ربما تصل الى حد القتل أو التهديد بالقتل أو ما شابه ذلك. فلا هو تحقق من الخبر ولا هو حقق مع الشخص المشار اليه ولا هو سمع منه شخصياً ما نقل عنه من ادعاء ولا هو شهد عليه ولكنه أصدر الفتوى. ألم يفكر هؤلاء الشيوخ فيما نقله لنا القرآن الكريم عن عدالة سيدنا داوود وعن فهم سيدنا سليمان وكيف انه لا يمكن الحكم واصدار الفتوى إلا بعلم كامل وتحقيق دقيق وتفهم لما يترتب على ذلك الحكم أو تلك الفتوى من ضرر وضرار. الاسلام دين"تعالوا الى كلمة سواء"دين العدالة والحوار"وجادلهم بالتي هي أحسن"، دين الاقناع والاقتناع"لكم دينكم ولي دين"، فإن عجز المسلمون عن إقناع الآخرين فمعنى ذلك ان المسلمين بهم خلل وضعف وليس الدين نفسه فعليهم الرجوع الى القرآن والسنّة وفهمها فسيجدون ما يبحثون عنه"أفلا يتدبرون القرآن". ارجعوا الى السنّة فسوف نرى النور يشع على الجميع وسوف تتلاشى الكثير من المشكلات والاحداث والتصرفات التي لا تليق بالاسلام والمسلمين وتمحى الصورة المضللة التي شاعت في العالم تبث دعوى ظالمة ضد الاسلام الحنيف ويستغلها الاعداء لينصبوا بها فخاً للضعفاء والجهلاء فتعود بالضرر على المسلمين. خميس سعد - كاليفورنيا