أشارت مديرة العلاقات العامة في شركة"إل جي إلكترونكس"سو ينغ بإصبعها إلى ميناء ضخم يقع على سواحل مدينة بوسان الكورية قائلة:"أتعلمين أن دبي تشارك في تطوير هذا الميناء الذي يعد رابع أكبر ميناء في العالم بعد موانئ هونغ كونغ وسنغافورة وشنغهاي؟". هذه المعلومة التي كشفت عنها الشابة الكورية خلال جولة نظمتها شركتها لبعض الإعلاميين من الشرق الأوسط تزامنت مع إعلان بوسان نيوبورت ميناء بوسان الجديد عن استلامها الدفعة الأولى من تجهيزات ومعدات من"موانئ دبي العالمية"التابعة لادارة جبل علي. وأُعلن في الصحف الكورية أيضاً أن تكلفة تطوير ميناء بوسان تبلغ 1.25 بليون دولار، تصل استثمارات دبي منها تصل إلى 312.5 مليون دولار، وهي نحو 25 في المئة من إجمالي الاستثمارات التي سيتم ضخها في المشروع. ميناء بوسان الجديد ويعد بوسان نيوبورت مشروعاً مشتركاً بين موانئ دبي وشركة سامسونغ الكورية، ويهدف إلى تطوير أو الإشراف على عمليات محطة الميناء الشمالي في بوسان والتي تتضمن إنشاء رصيف يبلغ طوله 3200 متر بمحاذاة الطرف الغربي لمدينة بوسان وفي أقصى شرق الجمهورية الكورية. وأعلن رئيس ميناء بوسان الجديد إنجاز نحو 83 في المئة من المشروع الذي يعتبر"أولوية قومية"بالنسبة الى الحكومة الكورية التي تعاني حالياً المنافسة الاقتصادية لجارتيها الصينواليابان. وتقوم موانئ دبي العالمية، التي عُينت شركة مسؤولة عن عمليات التشغيل وصيانة هذا المشروع، برعاية المحطة والاستثمار فيها في شكل رئيس وذلك بالتعاون مع شركة سامسونغ. وأشار القيمون على المشروع إلى أن من المقرر أن تبدأ محطة بوسان نيوبورت الكورية أعمالها خلال شهر كانون الثاني يناير المقبل من خلال تشغيل ثلاثة أرصفة للحاويات يبلغ طول كل منها 350 متراً. كما سيتم تشغيل ثلاثة أرصفة أخرى بحلول عام 2007 فضلاً عن ثلاثة أرصفة إضافية يتم إطلاقها خلال عام 2009. وتقدر الطاقة الإنتاجية لهذه المحطة الجديدة بپ5.5 مليون حاوية. وتعد المحطة مركزاً رئيساً للحاويات في منطقة شمال شرقي آسيا بفضل موقعها الإستراتيجي بين اليابان وشمال شرقي الصين. كما تمتلك منطقة بوسان الكثير من الأسواق الوطنية والبنى التحتية الخاصة بالنقل تجعل منها موقعاً جغرافياً مثالياً لبناء مثل هذه المحطة العملاقة. وصممت المحطة التي تبلغ مساحتها 4.08 مليون متر مربع ومنطقة الدعم اللوجستي كمنطقة تجارة حرة تشتمل على تسهيلات دولية لدعم الخدمات اللوجستية ومختلف الصناعات. وليس هذا المشروع الوحيد الذي تديره موانئ دبي العالمية التابعة لسلطة جبل علي في دبي، والتي أصبحت ضمن أفضل ستة موانئ في العالم متخصصة في تشغيل وإدارة الموانئ، إذ تضطلع حالياً بعمليات موسعة في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا والهند. ولموانئ دبي العالمية حضور قوي في القارة الآسيوية يشمل محطتي الحاويات الثالثة والثامنة في هونغ كونغ وميناءي تيانجن ويانتاي في الصين، فضلاً عن تشغيل وإدارة موانئ في أستراليا وألمانيا وجمهورية الدومينكان وفنزويلا. كما باتت تملك شبكة عالمية حقيقية بطاقة تشغيلية قادرة على تلبية احتياجات العملاء على نطاق العالم. وتتضمن الصفقة تشغيل 15 محطة موزعة على 13 موقعاً تصل طاقتها مجتمعة خلال الأشهر الخمسة المقبلة إلى أكثر من 24 مليون حاوية نمطية. موانئ دبي العالمية يذكر أن تأسيس موانئ دبي العالمية في أيار مايو 2003 جاء تكريساً لنجاح وتوسع الأعمال الدولية لسلطة موانئ دبي وسلطة المنطقة الحرة لجبل علي باعتبارهما مؤسستين رائدتين في مجال استشارات وإدارة الموانئ والمناطق الحرة، وذلك عبر موانئ دبي العالمية وجبل علي العالمية للمناطق الحرة. ووقعت موانئ دبي العالمية أخيراً اتفاقاً لتطوير وإدارة ساحة الحاويات في ميناء الفجيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة مدته 30 سنة قابلة للتجديد حتى عام 2055. وحققت موانئ دبي العالمية خلال عام 2004 معدل نمو بلغ 26.5 في المئة على مستوى عملياتها في موانئها العالمية التي تديرها في جدة السعودية وجيبوتي جيبوتي وفيساخاباتانام الهند وكونستزا أوكرانيا. وحصلت دبي العالمية في كانون الأول ديسمبر 2004 على تنفيذ مجموعة من المشاريع التطويرية من شركة"سي إس إكس"في آسيا وأوروبا وأستراليا وأميركا اللاتينية، بموجب صفقة جرى استكمالها في 22 شباط فبراير. وتقوم موانئ دبي التي تتألف من موانئ دبي العالمية وسلطة موانئ دبي بامتلاك وتشغيل وإدارة محطات الحاويات والموانئ حول العالم. وخلال عام 2004 قامت المحطات التي تديرها موانئ دبي العالمية بالتعامل مع أكثر من ثمانية ملايين حاوية نمطية تشمل موانئ في الهند ميناء فيساخاباتانام والمملكة العربية السعودية ميناء جدةوجيبوتي ميناء جيبوتي ورومانيا ميناء كونستانزا والموانئ الوطنية التي تشمل ميناء جبل علي وميناء راشد. وتقوم أيضاً موانئ دبي بالتعاون مع إحدى الشركات الشقيقة بإدارة المنطقة الحرة في ميناء كلانج وتانجير في ماليزيا. وتعتزم سلطة موانئ دبي على مدى السنوات العشر المقبلة زيادة طاقتها التشغيلية من 6.5 مليون إلى أكثر من 20 مليون حاوية نمطية. وبلغ نمو السلطة خلال السنوات الثلاث الماضية في عمليات تسليم الحاويات 23 في المئة ووصل خلال أيلول سبتمبر 2004 إلى 24 في المئة وسجلت رقماً قياسياً في حركة البضائع بلغ 6.4 مليون حاوية نمطية في السنة. ووضعت سلطة موانئ دبي على لائحة أفضل عشرة موانئ في العالم. وحققت موانئ دبي العالمية عبر مواقعها في جدةوجيبوتيوالهند ورومانيا نمواً بلغ 26.5 في المئة خلال عام 2004. وحصلت دبي العالمية أيضاً على أسهم في ما يتعلق بالأعمال اللوجستية في هونغ كونغ بالتعاون مع شركة ATL إحدى الشركات المتميزة والرائدة في سوق الأعمال اللوجستية التي تتخذ من كواي شنج مقراً لها. وكانت شركة CSX أعلنت في 30 كانون الأول 2004 عن رفع نسبة مشاركتها في الشركة الآسيوية لمحطات الحاويات المحدودة إلى 68.6 في المئة، ما أتاح للمجموعة الحصة الأكبر في هذا العمل المهم. يذكر أن الشركة الآسيوية لمحطات الحاويات المحدودة تمتلك وتدير عمليات محطة الحاويات الثالثة الرئيسة في هونغ كونغ. وكان أول مشروع فازت به موانئ دبي العالمية هو ميناء جدة الإسلامي، حيث تتعاون مع شريكها المحلي هناك في إدارة وتشغيل الرصيف الجنوبي لتفريغ وتحميل الحاويات. كما فازت دبي الدولية العالمية للموانئ بعقد لإدارة ميناء جيبوتي بأكمله في حزيران يونيو 2000. وبعد سنة واحدة كاملة من العمليات استطاعت أن تضاعف معدلات الإنتاج بالاعتماد على الكوادر البشرية والتجهيزات نفسها من ون زيادة، كما ارتفع معدل حركة الحاويات 16 في المئة. وضمن جهودها لتوفير حل لوجستي شامل لمصلحة حكومة جيبوتي، تولت موانئ دبي العالمية إدارة مطار جيبوتي الدولي ابتداء من حزيران 2002. فإلى جانب رفع الكفاية والأداء المالي للمطار، تعمل موانئ دبي العالمية بالتعاون مع شركات من دبي لإرساء خدمات برية وبحرية تعمل انطلاقاً من المناطق الحرة في جيبوتي للاستفادة من مستويات الكفاية المتزايدة والإدارة المشتركة للمطار والميناء. كما امتد نشاط موانئ دبي الدولية إلى الهند أيضاً حيث تمثل جزءاً من تحالف شركات فاز بعقد لثلاثين عاماً لتجهيز وتشغيل رصيف جديد للحاويات في ميناء فيساخاباتانام. وقد بدأت العمليات في الميناء حسب البرنامج الموضوع لها في حزيران 2003، واستطاع الرصيف في غضون بضعة أشهر فقط أن ينجز بنجاح سكة حديد تصله بالأراضي الداخلية في شمال الهند. وأخيراً فازت موانئ دبي العالمية بمنافسة دولية على عقد يمتد 38 عاماً يتضمن امتيازاً حصرياً بتشغيل وإدارة رصيف راجيف غاندي لتفريغ وتحميل الحاويات، وتطوير موقع بري على الساحل غير مبني من قبل وتحويله الى رصيف دولي لشحن الحاويات بين السفن في كوتشين. بلغ الحجم الإجمالي لحركة الحاويات في كوتشين عام 2003 170 ألف حاوية قياس 20 قدماً ويتوقع له أن ينمو بأكثر من عشرة في المئة سنوياً. وبزيادة حجم الشحن بين السفن، ينتظر أن يتفوق ميناء كوتشين على موانئ الهند الأخرى في فترة قصيرة من الزمن.