استقبلت أوساط رئيس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون وزعيم حزب"العمل"عمير بيرتس بارتياح كبير نتائج استطلاعات الرأي الجديدة التي نشرتها كبرى الصحف العبرية أمس وافادت أنه لو جرت الانتخابات البرلمانية اليوم لتمكن الاثنان من تشكيل ائتلاف حكومي من دون الحاجة الى شركاء آخرين في حين يتهدد حزب"ليكود"الانهيار وهبوط تمثيله البرلماني من 40 نائباً حالياً الى 13 فقط بعد انسلاخ شارون عنه. وتدفع هذه النتائج بكل من شارون وبيرتس الى مواصلة البحث عن"شخصيات لامعة"لضمها. وكان بيرتس سجل تفوقاً في هذا المجال على شارون عندما"خطف"منه رئيس جامعة بئر السبع افيشاي برفرمان، المرشح أن يكون الرجل الثاني في الحزب. كما انضم اليه عدد من الفنانين المعروفين في اسرائيل. وعادت مصادر قريبة من شارون تتحدث عن محاولات لإقناع عجوز حزب"العمل"شمعون بيريز بالانتقال الى شارون وحزبه، لكنها استبعدت أن يقدَم اقتراحاً مماثلاً لرئيس الوزراء العمالي السابق ايهود باراك المتخاصم مع بيرتس. وما زال شارون ينتظر اعلان الرئيس السابق لجهاز الأمن العام شاباك في ديختر الانضمام الى حزبه ليعيّنه رئيساً للطاقم التنظيمي. ولعلّ الأبرز في السباق المحتدم هو لهاث كل من شارون وبيرتس وراء أصوات عرب الداخل الذين صوت 75 في المئة منهم لأحزاب عربية في السنوات الأخيرة. ويسعى كل من شارون وبيرتس الى ضم شخصيات اعتبارية لقائمته، وسرت أنباء أمس عن نية شارون ضم شخصيتين عربيتين من المثلث والجليل للائحته الانتخابية الجديدة وأنه يعتزم توزير احداهما في حكومته المقبلة في حال كلف تشكيلها. وأكد سامي عيسى رئيس بلدة كفرقاسم في المثلث التي قتل الجيش الاسرائيلي قبل 49 عاماً إبان العدوان الثلاثي على مصر وبدم بارد 49 من أبنائها في مجزرة رهيبة أن شارون يجري منذ فترة طويلة اتصالات معه وغيره من رؤساء البلدات العربية، سائلاً عن موقفهم من سياسته. ولم ينف عيسى المحسوب على الحركة الاسلامية الجناح الجنوبي امكان الانضمام الى حزب شارون الجديد"بعد أن نتيقن من جدّيته في تنفيذ خريطة الطريق الدولية". ويتردد في الشارع العربي داخل اسرائيل بأن شارون عرض على رئيس لجنة المتابعة العليا لعرب الداخل شوقي خطيب والنائب العربي السابق هاشم محاميد الانضمام الى حزبه الجديد، لكن الرجلين ينفيان ذلك. وطمعاً بأصوات العرب، سرّبت مصادر قريبة من بيرتس انه يبحث عن شخصية أكاديمية لترشيحها للمكان المحجوز لنائب عربي في لائحة الحزب وأنه يعتزم أيضاً ترشيح النائب السابق نواف مصالحة في مكان متقدم على اللائحة الانتخابية. وتدور بين الناشطين العرب في الحزب منافسة شديدة على الفوز بمكان مضمون على اللائحة، ما دفع بالمتنافسين الى تنسيب الآلاف من أقاربهم اعضاء جدداً في الحزب لدعم ترشيحهم، علماً أن دستور الحزب يسمح بترشيح عربيين فقط في أماكن مضمونة. ومنح استطلاع"يديعوت أحرونوت"حزب شارون"كديما"33 مقعداً، وحزب"العمل"26 مقعداً، و"ليكود"13، وحركة"شاس"الدينية الشرقية 10، والأحزاب العربية الوطنية والاسلامية 9، فيما يهبط تمثيل حزب"شينوي"العلماني الوسطي من 15 مقعداً في الكنيست الحالية الى 6 فقط لو جرت الانتخابات اليوم. وطبقاً للاستطلاع ذاته، فإن أحزاب اليمين المتطرف والحركات الدينية المتشددة تحصل مجتمعة على 41 مقعداً في مقابل 65 للأحزاب التي تمثل الوسط بيمينه ويساره و14 مقعداً للأحزاب اليسارية والعربية. وفي حال جاءت نتائج الانتخابات في 28 آذار مارس المقبل مشابهة، فإنه سيكون بمقدور شارون أن يشكل حكومة جديدة مع"العمل"و"شينوي"أو مع"العمل"و"شاس"، كما تمنحه امكان تشكيل ائتلاف يميني يستثني حزب"العمل"، وهو ما لم يستبعده مسؤولون في"ليكود"أمس. في المقابل تبدو فرص بيرتس لقيادة ائتلاف حكومي من دون"كديما"معدومة. وفي"ليكود"مخاوف حقيقية من أن يحاول وزراء ونواب انشقوا عن الحزب إقناع رؤساء بلديات وامناء فروع"ليكود"من الناشطين الميدانيين الكبار ذوي النفوذ بالانضمام الى حزب شارون. وأعلن قادة الحزب اتخاذ"خطوات طارئة"للحيلولة دون حصول ذلك. الى ذلك، أضافت نتائج الاستطلاع غمًا وهمًا في أوساط"ليكود"الذي تسوده منذ انشقاق شارون عنه أجواء من الإحباط تجلّت بوضوح في اجتماع مركز الحزب أول من أمس، اذ لم يحضر أكثر من ثلث الأعضاء فجاء على غير العادة باهتاً لم يثر اهتمام وسائل الاعلام خصوصاً بعد أن طلب من المرشحين الستة على زعامة الحزب عدم القاء كلمات تفادياً للتراشق الكلامي العنيف بينهم. وهنا قلق آخر من أن تؤثر المنافسة المشتدة على رئاسة"ليكود"سلباً على الحزب بحيث ينشغل المتنافسون في معارك داخلية طاحنة بينما يكرس الحزبان المنافسان الآخران اللذان اختارا زعيميهما، جهودهما لاستقطاب المزيد من المنتسبين والمؤيدين والشروع في الحملة الانتخابية، ما يمنحهما تفوقاً وافضلية في الشارع الاسرائيلي. واكدت استطلاعات أمس أن بنيامين نتانياهو ما زال يتفوق على سائر منافسيه اذ حصل على 39 في المئة من الأصوات، تلاه وزير الدفاع شاؤول موفاز الذي تجنّدت مجموعة من 50 ضابطاً في الاحتياط لدعمه، وحصل على نسبة 19 في المئة، ثم وزير الخارجية سلفان شالوم مع 12 في المئة فقط.