شعرت نيكول كيدمان بوحدة قاتلة حين انتهى زواجها من توم كروز بعد 11 سنة اعتبرتها أوساط السينما العالمية خرقاً للواقع والمتوقع نسبة الى ما يحصل في هوليوود عادة. وتقول نيكول:"بعد شهر على الطلاق، لم أخلع بيجامتي، حتى انني كنت أوصل أولادي الى المدرسة وأنا في ملابس النوم، وكنت أطبخ وانا ارتديها. لم أكن أرغب في ارتداء ملابسي أو ترتيب شعري أو تجميل وجهي، فمن يأبه؟ لا أحد يهتم إن كانت رائحتي طيبة أو كنت جميلة في ذلك الثوب الذي يليق بي". مرّت أربع سنوات على تلك الأيام الصعبة انطلقت خلالها نيكول في العمل السينمائي باندفاع وحماسة كبيرين، ونالت الأوسكار عن دورها في"مولان روج"وأوسكاراً آخر عن تلبسها شخصية فيرجينيا وولف في فيلم"الساعات". تقول نيكول:"ما كنت قبلت الدور في"مولان روج"لو خيّل إلي لحظة واحدة انه سيؤدي الى انحلال زواجي. كان"مولان روج"أول فيلم اخترته من دون أن يناسب جدول أعمال توم، إذ كان اتفاقنا ألا نفترق عن بعضنا بعضاً أكثر من اسبوعين. تبنّت نيكول خلال زواجها من كروز صبياً هو الآن في العاشرة من عمره، يدعى كونور، وابنة في الثانية عشرة تدعى بيلا، لكنها الآن وهي في الثامنة والثلاثين لا تخفي رغبتها في الحمل بطفل لها ومنها."أود أن أرزق بطفل. لا أعرف ان كان هذا سيحصل لكنني سأشعر بالنعمة اذا استُجيب طلبي. ولا أريد انجاب طفل من دون أب، أي بواسطة التلقيح الاصطناعي. مع ذلك أتساءل دائماً: لماذا يريد أي رجل أن يكون معي إن لم يكن للظهور والشهرة؟ كم أود أن أقابل رجلاً عادياً لا يهتم بهذه الأمور، يستطيع أن يصبح محبباً الى قلبي ويكون حاضراً الى جانب طفلي ويوقظ فيّ الرغبة بالصحو الى جانبه في الصباح بعدما أكون تمنيت له ليلة هانئة قبل النوم". عن قرب يكتشف المرء أن نيكول امرأة كتومة تخفي تفاصيل حياتها، لكنها لا تموّه كونها وحيدة هذه الأيام، ولم يكن لها صديق ثابت منذ انهاء علاقتها بكروز. صديقاتها ساندنها لكنها وجدت صعوبة في الحصول على اصدقاء جدد. شخصيتها حساسة وقوية في الوقت عينه. تحب مجاملة الناس والتحدث اليهم. وليس صعباً أن يقرأ من يراقب عن كثب، في عينيها بريقاً ينمّ عن عمق وصلابة. وذلك عائد الى تربيتها الاسترالية:"لا تسمحي لأحد بأن يحطم معنوياتك، كوني قاسية ومستقلة"كانت أمي تقول. وما يميز نيكول حبها للسفر والسباحة وقيادة الطائرات. زد على ذلك انها تكتب قصصاً قصيرة ويقلقها التفكير والتحليل المستمران. وبما انها لا تتوقع من الناس الخير، تصبح متشائمة كلما خاب أملها ويصيبها حزن عميق. لكن مزاجها الصباحي المتفائل يدفعها الى اتباع روتين ثابت قدر الإمكان:"حين تكونين أماً مطلقة يسهل عليك الاعتياد على الاهتمام بنفسك وعلى الصحو باكراً لمطالعة الصحيفة من دون أن تتكلمي مع أحد لنصف ساعة على الأقل. تعوّد أولادي تحضير فطورهم بأنفسهم وكل شيء يمكن ان يسير على ما يرام، طبعاً إلا ذلك الغياب الجارح للرجل الذي كان طوال سنوات جزءاً لا يتجزأ من هذه الصورة". شيئاً فشيئاً يلاحظ المستمع الى نيكول انها عاطفية بكل معنى الكلمة. واسعة الخيال. كثيرة الأحلام:"نعم، أحلم كثيراً أحياناً. أصحو باكراً وأشعر ان الحلم الذي راودني كان حقيقة وأدعه يرافقني طوال النهار. أرى أحلاماً قوية، ربما بسبب مخيلتي الخصبة وحساسيتي المرهفة. وأنا أحب تمثيل أدوار تجسد مظاهر الحب على اختلافها. الحب يحرّكني وأقول ذلك من دون خجل لأن الحب هو أعظم أحاسيسنا وهو مصدر الكثير من تصرفاتنا وملامح شخصيتنا". وتعتبر نيكول نفسها خجولة:"لا أتقرّب من الناس بسرعة. وأنا حذرة جداً حيالهم، خصوصاً أولئك الذين يفتحون كتاب حياتهم أمامي دفعة واحدة. أفضّل الناس الذين تتطلب معرفتهم مدة طويلة. أثق بذلك أكثر لأنه يفسح في المجال أمام معرفة اكيدة لا خيالية أو مفترضة". والدة نيكول ليست مستثارة كثيراً بشهرة ابنتها. ما يهمها هو أن تراها في صحة جيدة:"لم ترد أمي يوماً أن اصبح ممثلة وما زالت عند رأيها. تقلق عليّ لأنني مفرطة الحساسية ولو عاد بي الزمن الى الوراء لاخترت أن أكون كاتبة أو مخرجة". معروف عن نيكول قربها الحميم من عائلتها تجد في اختها انطونيا نصفها الآخر. والدها عالم كيمياء وطبيب نفسي، ووالدتها ناشطة في الحركة النسوية. تعتقد نيكول ان زواجها بكروز كان تمرداً على تصميم امها العنيد ضد امتهانها التمثيل وتقول:"أحببت أمي من كل قلبي. كنت أشعر بخوف شديد عندما غادرت المنزل وتأخرت في العودة". كانت نيكول في السابعة عشرة من عمرها عندما أصيبت أمها بسرطان الثدي."أرادتني أن أهتم بها. فلازمت المنزل طوال سنة وبقيت الى جانبها. دفعني المرض الى التفكير بالموت كثيراً. فالمرض العضال يدفع الانسان الى استرجاع دقائق حياته". التقت نيكول بتوم كروز خلال تصوير"أيام الرعد"عام 1990 وتزوجا بعد مرور عام على لقائهما:"أردت زوجاً بكل ما في الكلمة من معنى. أردت الشخص الذي يبقى الى جانبي ما حييت. ولمدة طويلة خيل الي انني وجدته في كروز. واليوم ما زلت مؤمنة ان ذلك يمكن ان يتحقق مرة ثانية". ترفض نيكول الاعتراف بأن توم خانها، وذلك لأنهما اتفقا معاً على عدم مناقشة موضوع زواجهما أو طلاقهما علناً. إلا ان توترها الشديد حين تتكلم عن احترام عهد الزواج والألم المرتسم على وجهها يوحيان بأنه خانها بالفعل."لا أقول ان تجاوز مرحلة الطلاق من الأمور السهلة. بالعكس. الطلاق يجعلك شخصاً آخر. ولو تجاوزت المرحلة فإن الندوب تبقى في صميمك بخاصة اذا احببت كثيراً وكان حبي لتوم كبيراً جداً. ولو حصل ان احببت شخصاً آخر في حياتي، فسأكون بالغة الحذر". لكن كل هذه الذكريات، وربما المعاناة، ستكون للتاريخ، فنيكول كيدمان مقبلةً قريباً على الزواج... ومنذ اعلان الخبر قبل حوالي اسبوعين وصداه لا يزال يتردد... من استراليا الى هوليوود.