أعلن وزير النقل والمواصلات في حكومة كردستان العراق في أربيل 350 كلم شمال بغداد، حيدر الشيخ علي، أن شركة الطيران الكردستانية، ستبدأ في الأيام القليلة المقبلة، تسيير رحلات جوية بين مطاري فرانكفورت وأربيل الدولي. وتوقع في تصريح خاص ب"الحياة"ان"تتكلل محاولات تسيير خط جوي بين أربيل وأثينا، بالنجاح قريباً". وكان مطار أربيل الدولي الذي افتتح في شباط فبراير الماضي، دشن في 21 تموز يوليو الجاري، أولى الرحلات المنتظمة بين أربيل ودبي. وكشف عن وصول أول وفد إماراتي إلى أربيل، على متن طائرة تابعة لشركة الطيران الكردستانية، لتنسيق العمل وتطوير التعاون في هذا المجال، مشيراً إلى ان الشركة يملكها رجال أعمال أكراد وإماراتيون. وأوضح أن تأسيس الشركة جاء بعد أن منحت منظمة الطيران العالمية مطار أربيل صفة"المطار الدولي"، لاستيفائه كل الشروط والمواصفات التي حددتها المنظمة. وأضاف:"ستكون هناك رحلتان جويتان أسبوعيتان بين أربيل ودبي ذهاباً وإياباً". ومن شأن هذه الرحلات، فتح المجال واسعاً أمام رجال الأعمال والمستثمرين الخليجيين، لاستثمار أموالهم في كردستان العراق، التي تشهد انتعاشاً اقتصادياً كبيراً. ورداً على سؤال حول إمكان تنظيم رحلات جوية بين أربيل وسورية، قال الوزير حيدر:"ما زالت محاولتنا مستمرة مع الجانب السوري في هذا الخصوص". وتنطلق من مطار أربيل الدولي وإليهحالياً ثلاث رحلات جوية أسبوعية، مباشرة بين عمان وأربيل. وكلف إنجاز المراحل الأولى من بناء مطار أربيل 25 مليون دولار. وقد شارك الرئيس العراقي جلال طالباني في مراسم افتتاح مطار السليمانية، التي جرت في 20 تموز الجاري. كما حطت على مدرجه طائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية مقبلة من عمان فيه ظهر اليوم نفسه، أقلت وزراء التخطيط والمواصلات والأشغال العراقيين، في حدث يعكس دعم الحكومة العراقية المركزية رغبة أكراد العراق، في أن تيكون لهم مطاراتهم المدنية الخاصة بهم. والمطار بنته شركة تركية بكلفة 38 مليون دولار، من خزينة الحكومة الكردستانية. ويأمل رجال الأعمال الأكراد في أربيل، الاستفادة من الرحلات الجوية إلى دبي، لتعزيز التجارة معها. وتوقع خبراء اقتصاديون، ان يلعب مطار أربيل الدولي دوراً مهماً الخريف المقبل، عندما تشهد المدينة حدثاً اقتصادياً دولياً كبيراً للمرة الأولى في تاريخها، وهو المعرض الاقتصادي الدولي من 15 الى 18 أيلول سبتمبر المقبل. وفي كانون الثاني يناير من العام الحالي، نقلت طائرات تابعة للخطوط الجوية العراقية، من مطار اربيل نحو خمسة آلاف حاج إلى جدة في السعودية، لأداء مناسك الحج، في سابقة هي الأولى من نوعها. وبحسب مسؤولين في وزارة المواصلات في اربيل، فإن العمل جار حالياً لتوسيع المطار، ضمن مشروع كلفته 150 مليون دولار، ينتهي العمل فيه في نهاية العام 2006. ويتوقع مسؤولو المطار ان يستوعب المطار مع انتهاء العمل في تطويره نحو خمسة ملايين راكب سنوياً. ولم يتمكن الأكراد من بناء مطاراتهم بسهولة. فعلى رغم قيام الشركات التركية ببناء هذه المطارات مستفيدة من فرص الاستثمار الكبيرة، والاغراءات التي تقدمها الحكومة المحلية، إلا ان الحكومة التركية حاربت بشدة فكرة ان تكون للأكراد"شركة طيران"، ومطارات تربطهم بالعالم الخارجي، خوفاً من"الدولة الكردية المستقلة"، التي تعتبرها تركيا خطراً شديداً عليها. وهي أعلنت مرات عدة أنها لن تسمح لشركات الطيران العالمية المتوجهة إلى مطار اربيل، بالتحليق في أجوائها، الأمر الذي استدعى مفاوضات بين المسؤولين الأكراد والأتراك. ويترقب مئات آلاف المغتربين الأكراد باهتمام شديد، الانتهاء من الاستعدادات لتهيئة هذه المطارات، أمام رحلات الطيران العالمية، ليتمكنوا من زيارة كردستان بانتظام، وإقامة المشاريع التجارية والعمرانية فيها، وليتخلصوا بالتالي من متاعب السفر البري عبر تركيا وسورية ومخاطره، خصوصاً في معبر ربيعة الحدودي مع سورية.