اظهرت النتائج الأولية لفرز الأصوات في الانتخابات الاشتراعية الألبانية التي اجريت اول من امس، تقدم"الحزب الديموقراطي"المعارض بزعامة رئيس الجمهورية السابق صالح بيريشا ولكن من دون تحقيق غالبية مطلقة توفر له القدرة على تشكيل حكومة بمفرده، فيما تصاعدت المخاوف من امكان عودة الصراعات العرقية والفكرية بين شمال البلاد وجنوبها. وتوقع تلفزيون العاصمة تيرانا امس، ان يحقق"الحزب الديموقراطي"تقدماً كبيراً في مناطق العاصمة وشمال ألبانيا، على منافسه"الحزب الاشتراكي"بقيادة رئيس الحكومة فاتوس نانو الذي حصل على معظم تأييده من المناطق الجنوبية والغربية. وأشار التلفزيون، الى ان موقف"حركة الاندماج الاشتراكي"التي تمثل المنشقين عن"الحزب الاشتراكي"بزعامة رئيس الحكومة السابق ايلي ميتا، ستمسك بورقة الترجيح بين الحزبين الديموقراطي والاشتراكي لتشكيل الحكومة، بعدما حصلت على نحو عشرة في المئة من الأصوات، غالبيتها من جنوب شرقي البلاد ذي الغالبية المتحدرة من اصول يونانية التي ينتمي ميتا إليها. ونقل التلفزيون عن ميتا، انه"يفضل الائتلاف مع الحزب الاشتراكي، شرط ألا يكون نانو رئيساً للحكومة". ويرجح المراقبون ان ميتا يفضل ان يشكل بانديلي مايكو ألباني من اصل يوناني وزير الدفاع الحالي، الحكومة الائتلافية بين حركته والحزب الاشتراكي. مخالفات وأشار المراقبون في تيرانا الى توافر معلومات عن حصول تجاوزات مختلفة اثناء التصويت، منها ما يتعلق بتهديد المقترعين وسرقة الوثائق من المراكز والتلاعب بسجلات الناخبين. كما قتل مسؤول انتخابي بإطلاق النار عليه في احد مراكز الاقتراع في تيرانا، اضافة الى انه لم يتم التصويت في 22 مركزاً انتخابياً في شمال البلاد بسبب النزاعات بين المرشحين. ويتوقع ان يتناول تقرير المراقبين الدوليين الكثير من ملاحظات الخرق الكبير لسلامة الانتخابات ونزاهتها. وتبادل الحزبان: الديموقراطي والاشتراكي اتهامات بالتزوير. وقال بيريشا ان حزبه"حقق فوزاً ساحقاً، لكن الحكومة تلاعبت بالنتائج بصورة فظيعة". ويرى المراقبون، ان هذه الانتخابات اعادت الى الواجهة بوادر الصراعات العرقية والفكرية التي كادت تثير حرباً اهلية قبل 8 سنوات. وتتركز الصراعات بين: الشمال ذي الغالبية السكانية المسلمة الذي ينتمي بيريشا إليه والمعروف بميوله القومية وعلاقاته الاجتماعية الوثيقة مع ألبان مقدونيا وكوسوفو والجبل الأسود، وبين الجنوب ذي الغالبية المسيحية الذي يرتبط بعلاقات تاريخية مع اليونان وإيطاليا وينتمي إليه نانو وميتا ويفضل الإبقاء على الوضع الجغرافي الراهن لألبانيا من دون أي وحدة مع اراضي التجمعات الألبانية في دول منطقة البلقان وهو الموقف المقبول من الاتحاد الأوروبي. ودعا رئيس الجمهورية ألفريد مويسيو كاثوليكي في نداء من تلفزيون تيرانا امس، الأطراف المتنافسة الى ضبط النفس والقبول بالنتائج من اجل انهاء المصاعب والانضمام بكرامة الى العائلة الأوروبية الكبيرة". ويستبعد المراقبون في تيرانا ان توفر هذه الانتخابات ارتياحاً لدى الاتحاد الأوروبي، بأن ألبانيا تجاوزت عثرات الماضي والتزمت طريق الديموقراطية والمعايير الأوروبية، ما قد يؤدي الى تأخير محادثات انضمام البلاد الى الاتحاد الأوروبي التي كان مؤملاً ان تبدأ نهاية العام الحالي.