لم يصدق أحد النهاية السعيدة لمنتخب مصر للكرة الطائرة في دورة ألعاب البحر المتوسط في الميريا مساء أول من امس،"الفراعنة"فازوا على منتخب اسبانيا 3-2 في المباراة النهائية وسط خمسة آلاف اسباني متحمس في صالة ميسيترانيو ونالوا الميدالية الذهبية للمرة الأولى في تاريخهم في البطولة، والعجيب أن اللجنة الأولمبية المحلية قررت قبل ستة أشهر حرمان المنتخب المصري للطائرة من السفر إلى ألعاب المتوسط بسبب رفض إدارة اللعبة التأكيد على الوصول إلى المربع الذهبي، وتمسك رئيس الاتحاد عضو اللجنة الأولمبية الدكتور عمرو علواني - وهو والد السباحة الذهبية المعتزلة رانيا علواني - بالتأكيد على أهمية المشاركة من دون أي وعود مسبقة بمراكز متقدمة، وتراجعت اللجنة وسمحت للمنتخب بالمشاركة في غياب عملاقه الموقوف داخلياً في الأهلي أيمن رشدي. وتعرّض المنتخب المصري لهزيمة ثقيلة وبالغة السهولة في مباراته الأولى في ألعاب المتوسط أمام نظيره الاسباني صفر-3، وهو الأمر الذي أشار إلى احتمالات خروجه الباكر من الدور الأول، ولكن التشكيلة المصرية بقيادة حمدي الصافي ومعه الضارب الأول في البطولة أحمد صلاح، وهو اختير لجائزة الرجل الأول في المباراة النهائية، وأسامة قمصان وسيد الكومي وأيمن العايدي وأيمن عبد السلام والمهدي ومحمد السيد، انتفضت ولم يخسر الفراعنة أيّة مباراة تالية وحققوا مفاجأة ضخمة بفوزهم على المصنف الأول في البطولة وهو المنتخب الصربي 3-2 في نصف النهائي، ووصل المنتخب المصري إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه، وهو الأمر الذي اعتبره الأسبان هدية من السماء لضمان إحراز الميدالية الذهبية بعد نجاحهم في الفوز على الفراعنة 3-صفر في الدور الأول. وجاء اللقاء النهائي تكراراً لنهائي بطولة المتوسط 1987 في اللاذقية بين النجم الاسباني باكو هيرفاس واليوغوسلافي سابقاً فوكوفيتش عندما تفوق باكو ونال الميدالية الذهبية مع الاسبان على حساب اليوغسلاف، وتبدل الموقف في 2005 واصبح باكو مديراً فنياً لمنتخب بلاده وتولى فوكوفيتش تدريب المنتخب المصري، ونجح الأخير في رد اعتباره بعد 18 عاماً وانتزع الميدالية الذهبية على عكس توقعات الجميع. النهائي بدأ مثيراً من الثواني الأولى وانتزع الاسبان الشوط الأول بصعوبة بالغة 25-23، واستعاد المصريون توازنهم بعد شوط أكثر ندّية وصعوبة دام 27 دقيقة وفاز به الفراعنة 27-25، وانقلب الحال تماماً لمصلحة المضيف وسط فرصة أنصاره وتألق الثنائي الشقيقان غيليرو وميغيل فالاسكا ونجم حائط الصد سويلا وفاز الاسبان 25-18، وجاء الرد سريعاً وأكثر قسوة من الفراعنة في الشوط الرابع ولقّن اسامة قمصان والصافي وأحمد صلاح والعايدي مضيفيهم درساً وفازوا 25-17، وتحت قيادة عادلة للحكمين التركي أوميت سوكولو والفرنسي ممدوح باكلوي سار الفريقان بمعدل نقطة لكل طرف حتى تقدم الاسبان 14-13، وصاروا على مسافة نقطة واحدة من الفوز والتتويج والذهبية ولكن الضيوف تعادلوا وفازوا 17-15 وحولوا الملعب إلى ساحة رقص مصرية على الطريقة الفرعونية.