استغلت طهران أمس تقريراً أصدرته في واشنطن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي اي، خلص إلى أن الرجل الذي ظهر في صورة قديمة لمحتجزي الرهائن في السفارة الأميركية في إيران عام 1979، ليس الرئيس الإيراني المنتخب محمود أحمدي نجاد، ليتزامن ذلك مع الإعلان عن زيارة الأخير إلى مقر الأممالمتحدة في نيويورك، على رغم الموقف الأميركي منه. وينوي احمدي نجاد الذي سيتسلم مهماته رسمياً الخميس المقبل، اتخاذ المنظمة الدولية وجهة لأولى رحلاته الى الخارج بصفته رئيساً، لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للمنظمة في أيلول سبتمبر. وقالت مصادر إيرانية ان احمدي نجاد سيعرض لسياسة بلاده الخارجية وموقفها من الملف النووي. وتعتبر هذه الخطوة رسالة واضحة من إيران إلى المجتمع الدولي، في شأن رغبة النظام في فتح حوار مباشر مع القوى العالمية، واعتبرت مصادر مقربة من احمدي نجاد، ان ذلك أحدث صدمة لدى قيادات"الكيان الصهيوني". وكشفت أن سفير إيران لدى الأممالمتحدة جواد ظريف"أجرى اتصالات بمسؤولين في جمعية اليهود الإيرانيين المقيمين في أميركا، لتنسيق رحلة نجاد، بهدف تحسين صورة الرئيس الإيراني الجديد لدى المجتمع الدولي"، الأمر الذي فاجأ الدوائر الإسرائيلية، باعتبار الخطوة سابقة. وينص القانون الدولي على أن مقر الأممالمتحدة لا يتبع الدولة الحاضنة، تماماً مثل وضع السفارات، بالتالي فإن احمدي نجاد لدى زيارته مقر المنظمة الدولية، بصفته رئيساً لدولة عضو فيها، سيحظى بحصانة قانونية. وسيتوجه رئيس مجلس الشورى الإيراني المحافظ علي غلام حداد عادل، إلى نيويورك قبل أسبوع من زيارة الرئيس الجديد، للمشاركة في اجتماع تنظمه الأممالمتحدة لرؤساء البرلمانات. الى ذلك، علّق الناطق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي على تقرير"سي آي اي"، وقال:"كررنا وأكدت المصادر الأميركية، عدم مشاركة الرئيس الجديد للجمهورية في احتلال السفارة الأميركية في طهران"، والتي وصفها ب"وكر التجسس الأميركي بحسب التسمية الرسمية لها". وسعى إلى النيل من صدقية الأجهزة الأمنية الأميركية، مشيراً الى"عجزها عن التحقق من صحة مسألة بسيطة جداً، ما أدى إلى تورط أميركا بمستنقعات كثيرة، بالتالي تلقى هزائم متكررة، وهو ما فضحها أمام الرأي العام العالمي. ولعل العراق يشكل النموذج البارز على ذلك". وسارع عدد من أعضاء القيادة الطالبية التي احتلت السفارة الأميركية في طهران عام 1979، ممن باتوا اليوم من أبرز قيادات التيار الإصلاحي، ومنهم مستشار الرئيس خاتمي سعيد حجاريان ونائبته معصومة ابتكار، ورئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان السابق محسن ميردامادي، إلى تأكيد عدم مشاركة أحمدي نجاد في عملية احتجاز الرهائن، أو حتى الوجود في السفارة أثناء احتلالها. وأقرّ الناطق باسم البيت الأبيض شون ماكورماك بأن الرئيس الإيراني المنتخب لم يكن ضمن المجموعة التي احتلت السفارة، وإن أكد بعض الرهائن مشاركته في عمليات التحقيق التي أجريت معهم، وانه كان عضواً في المجموعات التي خططت لهذه الأزمة. أزمة الملف النووي وعلى صعيد أزمة الملف النووي الإيراني، قال المفاوض علي اغا محمدي لوكالة"فرانس برس"إن طهران رفضت أمس مضمون رسائل من المانيا وفرنسا وبريطانيا، تطلب تأجيل موعد تقديم اقتراحات التعاون الأوروبية من مطلع آب اغسطس الى السابع منه.