تجمع آلاف المتظاهرين في ادنبره أمس، لحض قادة الدول الغنية على القضاء على الفقر في العالم في لقائهم المرتقب في غلين إيغلز الأسبوع المقبل. وتأتي التظاهرة الحاشدة في العاصمة الاسكوتلندية في إطار يوم من الأحداث المتصلة، ومنها حفلات"لايف 8"الموسيقية، والغرض منها دفع الدول الصناعية الأعضاء في مجموعة الثماني إلى اتخاذ إجراءات حيال الفقر بخاصة في أفريقيا. واحتشد قرابة مئة ألف متظاهر لتشكيل رباط ابيض من البشر حول مركز العاصمة الاسكوتلندية التاريخية. والرباط الأبيض يمثل حملة"اجعلوا الفقر ماضياً"التي تضم وكالات إغاثة وكنائس ومنظمات أخرى. ويقول أعضاء الحملة إن قادة مجموعة الثماني لديهم فرصة نادرة في إنقاذ 30 ألف طفل من الموت يومياً بسبب الفقر الشديد. وتريد الحملة من مجموعة الثماني أن تلغي ديون الدول الفقيرة وتضاعف إعاناتها، وهي زيادة تصل إلى 50 بليون دولار سنوياً يخصص حوالى نصفها لأفريقيا، وأن تذلل المجموعة عقبات تقف في طريق التبادل التجاري وتمنع الدول الفقيرة من الوصول إلى الأسواق الغربية. وحصلت رسالة منظمي الحملة على تأييد واسع في بريطانيا التي تترأس مجموعة الثماني هذا العام، كما تحظى بدعم كبير من رئيس الوزراء البريطاني توني بلير. أنان من جهته، طلب الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان من قادة الثماني الا ينسوا الفقراء خلال قمتهم. وقال أنان لدى وصوله الى إدنبره:"إن الفقراء يحتاجون اليكم، فلا تنسوهم". وأضاف:"آمل في ان يساعد الاهتمام المنصب في الوقت الراهن على افريقيا وعلى معركة مكافحة الفقر، في دفع الامور الى الأمام". وأوضح انان الذي تسلم شهادة فخرية من المعهد الملكي للجراحين في إدنبره:"بذلت حتى الآن جهود مشجعة، وضاعف أعضاء الاتحاد الاوروبي الى حد ما مساعداتهم ونصف هذه المساعدات كانت لأفريقيا". بوش وشطب الديون وفي شطر آخر من الكرة الأرضية، يقبع الرئيس الأميركي جورج بوش الذي، على رغم مطالبته مع غيره من قادة الدول الصناعية الكبرى بوضع خطط لمساعدة الدول الأفريقية التي تعاني الصراعات، إلا أن الرئيس الأميركي يبدو أكثر المتشددين في وضع الشروط في إطار تلك الخطط. ويتوقع أن تنفذ دول"الثماني"بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وروسيا والولاياتالمتحدة ما وصفه وزير المال الألماني هانس ايشل بأنه"قرار تاريخي"لشطب ديون 18 من أكثر الدول فقراً في العالم، معظمها في أفريقيا، لإعطائها انطلاقة في تحسين مستقبلها. لكن في واشنطن، تحوم شكوك عميقة مصدرها أنه بلا إصلاحات ديموقراطية راديكالية في الدول المستهدف شطب ديونها، سيكون الفقراء هم الضحايا في كثير من تلك الدول. وترى الولاياتالمتحدة وجود عقبات عدة أمام تنفيذ مسألة إلغاء ديون كل الدول الفقيرة. وسيأتي ترتيب أفريقيا بعد موضوع البيئة على أجندة أعمال القمة. ويرى بلير أن البيئة هي أحد الموضوعات الرئيسة في قمة الثماني. لكن بوش منع بالفعل صدور أي بيان في شأن البيئة خلال القمة، وقال لبلير بوضوح خلال اجتماع لهما في شهر حزيران يونيو الماضي إنه لن يتراجع عن موقفه الرافض لبروتوكول كيوتو في شأن ظاهرة الاحتباس الحراري. وبحسب تقارير إعلامية أميركية، جرى تخفيف حدة لهجة مشروع البيان الختامي للقمة من أجل إبداء وجهة نظر الإدارة الأميركية في التغير المناخي. كما ألغيت فقرات تضمنت الربط بين الغازات المسببة للاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة على وجه الكرة الأرضية، الأمر الذي طبق أيضاً مع أي إشارة واضحة في شأن تهديد المجاعات والفيضانات.