غادر الرئيس الاميركي جورج بوش، قدم خلالها الأخير دعماً لحليفه البريطاني بالإعلان عن زيادة المساعدة الأميركية لأفريقيا، وعن مبادرة إلى مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى لإلغاء ديون الدول الأكثر فقراً. وقبل قمة الثماني التي ستعقد في بريطانيا في 6 و7 تموز يوليو المقبل، تعهد بوش بتخصيص 674 مليون دولار إضافية هذا العام للمساعدات العاجلة للقارة السوداء، وخصوصاً لمواجهة خطر المجاعة في القرن الأفريقي. وسيضاف هذا المبلغ إلى 1.4 بليون دولار خصصتها واشنطن هذه السنة للمساعدة في تنمية الدول الأفريقية. إلا أن هذه المبالغ تبقى بعيدة جداً من توصيات اللجنة المكلفة أفريقيا التي جمعها بلير الذي يطالب بزيادة مساعدات الدول الغنية لأفريقيا لتبلغ خمسين بليون دولار في العام 2015. وأعلن بوش وبلير أيضاً أنهما سيقدمان إلى قمة مجموعة الثماني اقتراحاً بإلغاء كامل ديون الدول الأكثر فقراً. وقال بوش في مؤتمر صحافي مشترك مع بلير في البيت الأبيض إن"بلدينا يعدان اقتراحاً يؤدي إلى إلغاء مئة في المئة"من ديون الدول الأكثر فقراً. ويختلف الأوروبيون والأميركيون في شأن طرق إلغاء هذه الديون. فالبريطانيون يؤيدون بيع جزء من احتياطي الذهب الذي يملكه صندوق النقد الدولي بينما تعارض واشنطن ذلك وتقترح أن يتم تمويل ذلك بخفض في برامج البنك الدولي. وأكد بوش انه"بتقديم موارد إضافية، نحمي التكامل المالي للبنك الدولي والبنك الأفريقي للتنمية". من جهته، قال بلير:"اعتقد بأننا على الطريق الصحيح لإبرام اتفاق في اجتماع وزراء مالية"مجموعة السبع مجموعة الثماني من دون روسيا في لندن نهاية الأسبوع الحالي. وأكد بلير أن هذا الاتفاق"سيتناول إلغاء مئة في المئة من الديون والالتزام بتقديم الموارد اللازمة للتأكد من أن المؤسسات المالية لم تتضرر"من هذه المبادرة. وحصل بلير من حليفه الأميركي على اعتراف بأن التغييرات المناخية هي"مشكلة خطيرة على الأمد الطويل تجب معالجتها". ومكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري هي الموضوع الثاني الذي أدرجه بلير على جدول أعمال قمة الثماني. على صعيد آخر، أعلن الزعيمان ان لا مجال لسحب القوات الاميركية حالياً. وقال بوش ان"الولاياتالمتحدةوبريطانيا ستدعمان الشعب العراقي في مسيرته نحو الحرية والديموقراطية، إننا ندرب القوات العراقية كي تتمكن من مكافحة العدو وتكون قادرة على الدفاع عن بلادها وحينها ستعود قواتنا الى البلاد". من جهته، شدد بلير على"الضرورة الحيوية للتأكد من نجاح الديموقراطية في العراق"، ودافع مجدداً عن قرار شن الحرب على العراق. ارتياح أنان وتضليل بوش وفي نيويورك، اعرب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في بيان عن ترحيبه "بمبادرة الولاياتالمتحدةوبريطانيا المشتركة والداعية اسرة المانحين الى الزيادة في شكل معتبر في حجم المساعدة الطارئة لافريقيا". وأضاف ان أنان"يرحب ايضاً باعلان المساهمات الاضافية لأميركا"، وأكد"ان الامين العام يأمل في ان يجسد الانتباه الى حاجات افريقيا بمبادرات ملموسة خلال القمة المقبلة لمجموعة الثماني". وردت زعيمة المعارضة الديموقراطية في مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي على الرئيس الأميركي في بيان قالت فيه:"مع الأسف، رد الرئيس على الطلب الطارئ لرئيس الوزراء البريطاني للمزيد من المساعدات لأفريقيا من دون أن يقدم أي مبادرة ولا اي قروض جديدة". وأوضحت:"أن الرئيس رفض طلب بلير مضاعفة القروض المخصصة حالياً لأفريقيا، ويقوم بالتمويه من خلال تحويل القروض التي خصصتها الولاياتالمتحدة لأفريقيا من حساب إلى آخر". وانضمت منظمة"أفريكا آكشن"غير الحكومية إلى بيلوسي، وقال مديرها صالح بوكر"انه ليس التزاماً جديداً لأن هذه القروض صودق عليها في الكونغرس"متهماً إدارة بوش"بإعادة منح أموال كانت خصصت لأفريقيا". وولفوفيتز إلى أفريقيا في موازاة ذلك، أعلن رئيس البنك الدولي الجديد بول وولفوفيتز في مؤتمر صحافي أنه سيقوم بجولة من 12 إلى 18 حزيران يونيو الجاري، تقوده الى نيجيريا وبوركينا فاسو ورواندا وجنوب افريقيا. وسيجري وولفوفيتز خلال هذه الجولة، الاولى منذ توليه مهماته في مطلع الجاري، محادثات مع مسؤولين سياسيين وممثلين عن المجتمع المدني ومنظمات وشركات وبرامج المساعدات الدولية.