تجمع متظاهرون للاحتجاج ضد «العولمة» وحث زعماء الدول الصناعية لاتخاد قرارات تاريخية تتعلق بمساعدة قارة افريقيا وشطب الديون عن الدول الفقيرة والعمل لأجل سلامة الأرض ومعالجة قضايا البيئة والسعي لإنهاء الانقسام الحاد بين شمال ثري وجنوب فقير. وقد نجح المتظاهرون في اختراق الخطوط الأمنية التي وضعتها الشرطة البريطانية. ويخضع فندق جلين «انجلز» الذي يستضيف القمة إلى إجراءات أمنية مشددة. وبينما كان الرئيس الأمريكي يهبط مع زوجته وابنته من طائرة مروحية حملته بالقرب من الفندق، كان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يلتقي قيادات حملة الفنانين البريطانيين التي نظمت الحفلات الغنائية من أجل افريقيا وحماية البيئة. وطلب السير جلديوف من رئيس الوزراء البريطاني تجسيد مطالب الرأي العام العالمي الذي يطالب الزعماء بقرارات تاريخية، تعبر عن تجاوب مع هموم افريقيا ومخاوف حول البيئة وقضايا الغلاف الجوي وسخونة الأرض. ونوه السيد جلديوف بجهود رئيس الوزراء البريطاني الذي حمل مبكراً مشروع افريقيا وتخفيف الأعباء عليها بالدعوة إلى شطب ديونها. وتتزايد الضغوط على الولاياتالمتحدة والوفد الأمريكي برئاسة الرئيس جورج بوش للتفاعل مع مطالب تخفيض ديون القارة وشطب بعضها وزيادة حجم المساعدات والعمل على إقامة الصندوق الخاص لهذا الشأن. ويدعو رئيس الوزراء البريطاني لوصول الدعم نحو المدارس والمرافق الصحية ومساعدة الدول الافريقية للنهوض والمشاركة وتجاوز أزمات الفقر والمرض والجهل. وتحدث السير جلديوف عن الأطفال الذين يموتون في افريقيا يومياً بسبب الفقر والمرض ونقص الاعتمادات المالية المطلوبة لمساعدة القارة على النهوض مرة أخرى. وتتزعم بريطانيا حملة الضغط على الدول الصناعية للحصول على دعم مطلوب وتمويل الصندوق الخاص بافريقيا ضخ الأموال لدفع أكثر من 25 مليار دولار سنوياً لبرامج الإغاثة ومساعدة الطلاب للذهاب إلى المدارس وتوفير الغذاء والكساء. وقد التقى توني بلير قبل انعقاد القمة زعماء الدول الصناعية لحثهم للمساعدة في إنقاذ قارة افريقيا. وظهور توني بلير مع السير جلديوف وزملاء له يعني التعبير المباشر عن تبني بريطانيا لمطالب الرأي العام ونقل مطالب المتظاهرين الغاضبين الذين يطالبون بالعدل وإنهاء الأنانية القائمة في علاقات الدول الغنية والأخرى الفقيرة. وقد ألغت الشرطة مسيرة سلمية دعا إليها السير بوب جلديوف للتعبير عن مطالب الرأي العام. وجاء الإلغاء بعد قيام عناصر متطرفة وفوضوية بالصدام مع الشرطة وتحطيم ممتلكات في مدينة أدنبرة الاسكتلندية. ورغم إلغاء المسيرة السلمية سمحت الشرطة لمئات من المتظاهرين التعبير عن الاحتجاج ضد «العولمة» والاستغلال والاعتداء على البيئة بشكل فج ومهين. ويطالب المتظاهرون الولاياتالمتحدة على وجه الخصوص إظهار نوايا حسنةتجاه افريقيا وقضايا البيئة. وكان الرئيس جورج بوش قد أعلن أنه لن يوقع على اتفاق جديد يضر بالصناعة الأمريكية. وقد طالب وزير المالية البريطانية جوردن براون تخفيف حدة التوقعات الايجابية تجاه استجابة زعماء الدول الصناعية لمطالب الرأي العام الذي يضغط بقوة لانقاذ افريقيا والكرة الأرضية من متغيرات مناخية تعود لأنانية في استخدام الوقود الحراري وتأثير العادم على توازن المناخ الجوي.