أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن حكومته «مستمرة الى ما شاء الله»، وقال إنها «دائمة بإذن الله»، رداً على سؤال عما إذا كانت ستسقط أم ستدوم. وشدد ميقاتي في مقابلة مع «الحياة» أمس في نيويورك في اليوم الأخير لزيارته لها حيث ألقى كلمة في مجلس الأمن بصفة لبنان رئيساً له لهذا الشهر، والتي التقى خلالها عدداً من المسؤولين الدوليين في مقدمهم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الاثنين الماضي، على أنه «رئيس وزراء على كامل لبنان وكل الأراضي اللبنانية وكل المؤسسات اللبنانية»، لكنه أشار رداً على سؤال عن أماكن تقع تحت سيطرة حزب وليس الدولة، الى «أنني واقعي». ونفى ميقاتي أن يكون تلقى تحذيراً من الوزيرة كلينتون في حال لم تكن حكومته جدية في التعامل مع القرارات الدولية، وقال: «لم يحصل أي تحذير ونحن لسنا بحاجة لأي تحذير لأن لا أحد يعي مصلحة لبنان أكثر مما نعيها نحن والمصلحة اللبنانية تقضي بأن نكون مع الشرعية الدولية والقرار الدولي...». وقال ميقاتي إن اجتماعه مع كلينتون كان تعارفياً». وأوضح ميقاتي بالنسبة الى إمكان تعديل بروتوكول التعاون مع المحكمة الدولية، أن البروتوكول «ساري المفعول ويوجد قرار أممي ونحن نتبع هذا القرار، وإذا كان لدينا شيء نعدله، عندئذ، إذا تعدّل نتبع القرار». وعن معارضة «حزب الله» وزعيم «تكتل التغيير والإصلاح النيابي» العماد ميشال عون في الحكومة، تمويل المحكمة الخاصة بلبنان، كرر التأكيد أن «التمويل والقرارات الدولية يصبان في مصلحة لبنان ورهاني على الوطنية التي يتمتع بها كل الأطراف داخل الحكومة». ورفض ميقاتي سؤالاً حول علاقة شراكة تجارية بين عائلته وبين (إبن خال الرئيس السوري بشار الأسد) رامي مخلوف، وقال: «لا توجد أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد». كما نفى أن تكون له علاقة تجارية شرعية أو لا شرعية مع المسؤولين السوريين «والأميركيون يعون أنه لا يوجد شيء من هذا». وقال: «إذا كان يوجد مصرف (له علاقة به) فهذه أمور تجارية بحتة». لكنه أوضح أن المصارف اللبنانية تأخذ الحيطة والحذر بعدم القيام بأي خطوة تتعارض مع القرارات الدولية...». وشدد رئيس الحكومة اللبنانية على موقفه عدم التدخل في الشأن السوري، معتبراً أنه «في الحالتين (مساندة النظام فيها أو تأييد إسقاطه) لا نستطيع أن نقوم بشيء والأفضل أن نتلهى بأمورنا الداخلية». وأضاف: «أي انعكاس لا سمح الله خاطئ في سورية أخشى أن ينعكس على لبنان...». من جهة ثانية، زار مفتي دمشق الشيخ الدكتور عدنان أفيوني بعد ظهر أمس، على رأس وفد، البطريرك الماروني بشارة الراعي في مقر البطريركية المارونية في بكركي. وضم الوفد الذي رافق الشيخ أفيوني أميندار الفتوى السورية الشيخ الدكتور علاء الدين الزعتري، مدير الإعلام في وزارة الأوقاف السورية هيثم جلول، مطران السريان الأرثوذكس في دمشق جان قواق، رجل الأعمال سيمون بشارة نقولا والشيخ محمد خير الطرشان. ورافق الوفد في زيارته السفير السوري في بيروت علي عبدالكريم علي. وأعلن الشيخ أفيوني إثر اجتماع دام ساعة مع الراعي أن «الزيارة كانت موفقة جرى فيها إيضاح المواقف المشرفة للبطريرك». وعما إذا كان وجه دعوة للراعي لزيارة دمشق، قال: «إن شاء الله سيصار الى التنسيق على أعلى مستوى». وإذ شكر أفيوني البطريرك الراعي على مواقفه الأخيرة باسم وزارة الأوقاف السورية ووصفها بأنها وطنية قال: «لا نستغرب هذه المواقف التي تعبّر عن أصل حقيقة الإيمان وترفض الاتهام». وكان الراعي دعا الى إعطاء الرئيس الأسد فرصة لتحقيق الإصلاحات وتخوف من أن يدفع المسيحيون ثمن تغيير النظام في سورية. وشكر الراعي للوفد السوري موقفه وتحدث أمامه عن الحفاوة التي لقيها أثناء زيارته الجنوب. وقالت مصادر إعلامية أن الوفد السوري اعتبر مواقف الراعي جامعة وتوفيقية ومتوازنة وأن خطابه أمس أثناء القمة الروحية مسؤول ويحافظ على أمن المنطقة وأبنائها. وكان مجلس المطارنة الموارنة اجتمع أمس في ظل الأخذ والرد حول المواقف التي أعلنها الراعي أخيراً، وأطلق المطارنة نداءهم السنوي الذي دعا الى «شبك الأيدي والجلوس الى طاولة حوار أخوي وشفاف لتجديد الثقة ببعضنا بعضاً» ودافع المطارنة عن مواقف الراعي التي أطلقها أثناء زيارته فرنسا واعتبروا أنها «لتشهد للحقيقة بجرأة وشجاعة...». على صعيد آخر، أفادت المعلومات الواردة من شمال لبنان (عكار) أن جريحين سوريين تم إدخالهما الى لبنان بعد ظهر أمس، كانا أصيبا في مواجهات حصلت داخل بلدة القصير السورية ونقلا الى أحد مستشفيات الشمال للمعالجة وحالتهما حرجة.