صعد وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي لهجته ضد دمشق واتهمها ب"تجاهل مطالب العراقيين بوقف تسلل الارهابيين". وقال بعد لقائه رئيس الجمهورية جلال طالباني ان"معظم السيارات المفخخة يأتي من سورية"، مهدداً بأن"حمم بركانالعراق المتفجر"ستصيبها. وفي الاطار ذاته قال وزير التخطيط العراقي برهم صالح ان دمشق"تحتضن رموز النظام العراقي السابق الملطخة أيديهم بدماء الشعب العراقي"، لكن وزير الخارجية السوري فاروق الشرع نفى هذه التهم وطالب واشنطنوبغداد بتقديم"دليل"على هذه"المزاعم"، معرباً عن الاستعداد"للتعاون لاعادة الأمن"الى العراق. في غضون ذلك، أعلن تنظيم"قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"بزعامة"أبو مصعب الزرقاوي"، ان"محكمته الشرعية"قضت بإعدام الديبلوماسيين الجزائريين اللذين تحتجزهما منذ الخميس الماضي، وعرض صورتيهما على شبكة الانترنت على أن تنشر"اعترافاتهما"لاحقاً. في بغداد، نقل بيان صادر عن ديوان الرئاسة عن الدليمي قوله بعد لقائه طالباني"لدينا أدلة ووقائع تشير الى تسلل الارهابيين من ثلاثة محاور على الحدود العراقية - السورية وترمي الى استهداف بغداد في المحصلة النهائية". وأوضح ان"أول طريق هو طريق ربيعة ومنها الى البعاج مروراً بتلعفر وبيجي الحويجة والضلوعية وكركوك وصولاً الى بغداد. أما الخط الثاني فهو خط القائم مروراً بحصيبة والفلوجة وعامرية الفلوجة يتوجهون الى أبو غريب وسبع البور والتاجي والشعلة ومنها الى ما يدعى بمثلث الموت المتمثل باليوسفية واللطيفية والمحمودية". وأكد ان"الخط الثالث لتسلل الارهابيين هو معبر الوليد وان معظم السيارات المفخخة يأتي من هذا الطريق كونه طريقاً صحراوياً ومن السهولة التسلل منه". وحذر الدول التي تتهاون مع تسلل الارهابيين الى العراق خصوصاً سورية، ان"حمم بركانالعراق المتفجر ستصيب دمشق". وزاد ان سورية"تتجاهل مطالب العراقيين بوقف تسلل الارهابيين". في لندن، قال برهم صالح ل"الحياة"ان موقف سورية كان مؤذياً ومؤلماً للعراق، لافتاً الى انها"ساعدت في تسلل الارهابيين وقبلت بلجوء كثير من رموز النظام السابق الملطخة أيديهم بدماء الشعب العراقي الى الأراضي السورية، حيث يديرون أعمالاً ارهابية تستهدف الأبرياء من العراقيين". وأكد ان المعتقلين السوريين وغيرهم اعترفوا بأن دوافع دمشق تتراوح بين"مسائل ايديولوجية وأخرى دولية"و"تصفية حسابات على الساحة العراقية بين سورية والولايات المتحدة على حساب الشعب العراقي"، اضافة الى"مصالح مالية"تحرك أجهزة سورية. في دمشق، نفى الشرع الاتهامات العراقية، وقال إن بلاده مستعدة"للتعاون من أجل إعادة الأمن الى الشعب العراقي". وأضاف في لقاء مع الصحافيين السوريين أمس أن"الاتهامات الموجهة بهذه الطريقة سواء من بغداد أو من واشنطن هدفها اخفاء الحقيقة المرة التي نواجهها جميعاً. في العراق غياب أمني كامل، ناهيك عن غياب الماء والكهرباء". وبعدما قال إن الأميركيين لم يقدموا"أي دليل"على دعم سورية للمقاتلين، أوضح أن"الوضع خطير وكبير ويحتاج الى جهود دولية لا حدود لها، وسورية على استعداد أن تتعاون لإعادة الأمن الى الشعب في إطار وحدة العراق". وعن زيارة رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري، قال الشرع إن أي موعد لم يحدد بسبب وجود"عراقيل من الآخرين أمام تحقيق هذه الزيارة"، في اشارة الى واشنطن. لكنه قال:"سنظل نحاول مع الاخوة العراقيين كي لا يحول أمام هذا التعاون من حائل مهما كانت الظروف صعبة أو كبيرة". وعلمت"الحياة"ان وفداً ديبلوماسياً - أمنياً عراقياً برئاسة مسؤول في وزارة الخارجية سيصل الى دمشق الأحد للبحث في الموقف السوري. "محكمة"الزرقاوي ونشر تنظيم الزرقاوي أمس شريط فيديو على الانترنت يظهر الديبلوماسيين الجزائريين الرهينتين بعد ساعات من توعده بقتلهما. وأظهر الشريط رجلين معصوبي الأعين عرف أحدهما نفسه بأنه علي بلعروسي رئيس البعثة الديبلوماسية الجزائرية في بغداد، وقال إنه يعيش في الجزائر العاصمة. وقال الآخر إنه عزالدين بلقاضي. وجاء في بيان للتنظيم رافق الشريط أن"اعترافاتهما"ستنشر قريباً. وكانت جماعة الزرقاوي أعلنت أنها ستقتل الديبلوماسيين، و"هذا حكم جزاء سفراء ومبعوثي بقية الحكومات الكافرة". وأضاف البيان ان"المحكمة الشرعية لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين قررت انزال حكم الله تعالى في المبعوثين الديبلوماسيين للحكومة الجزائرية المرتدة وقضت بقتهلما". وقع قرار"المحكمة"ابو ميسرة العراقي. وزاد البيان أن"سفراء الحكومات وممثليهم أهداف مشروعة لسيوف المجاهدين حيث وجدوا. قال الله تعالى: فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم...". وبرر الحكم بأنه"قصاص للحكومات الطاغوتية المعاصرة التي جعلت شرائعها فوق شرع الله وحكمه، وساست المسلمين بغير شريعة الإسلام ولم تكتف بذلك فحسب، إنما حاربت الدعاة الى تحكيم الشريعة الغراء وقتلت المجاهدين الصادقين والعلماء الربانيين وتولت وناصرت اليهود والنصارى في حربهم على الإسلام والمسلمين...".