قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، إن ثمة مساعي مكثفة لعقد قمة عربية عاجلة في مصر، في غضون أسبوعين، للبحث في أوضاع المنطقة العربية في ضوء الانسحاب الاسرائيلي المرتقب من قطاع غزة، اضافة الى الوضع في العراق. وشدد على رفض عقد مؤتمر بين اسرائيل والدول العربية بعد الانسحاب، داعياً الجانب العربي الى وضع"شروط واضحة"لمشاركته في مثل هذا المؤتمر، لئلا يصبح انسحاب غزة نهاية المطاف. وأكدت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة"في القاهرة ان الاتصالات جارية بين مصر وعواصم بينها الجزائر التي تتولى رئاسة اجتماعات الجامعة، لتحديد إمكان عقد القمة، ثم النقاط التي يمكن ادراجها على جدول اعمالها. وقال موسى في مقابلة بثتها قناة"العربية"الفضائية ان"الاتصالات جارية لعقد قمة عربية". وأضاف:"سأعود بسرعة الى القاهرة بعد يومين للإعداد لهذه القمة التي يمكن ان تعقد في غضون أيام أو أسبوع أو أسبوعين". واستبعد عقد مؤتمر عربي - اسرائيلي بعد الانسحاب من غزة، مستطرداً:"كمواطن وكمسؤول عربي، لا افهم عقد اجتماع قمة أو أي مؤتمر بين اسرائيل والدول العربية فور الانسحاب من غزة، وكأن الانسحاب من غزة هو غاية المنى، ومن ثم تُكافأ اسرائيل وانتهى الأمر. هذا كلام لا يصح أن ينطلي على احد". ونقلت وكالة"فرانس برس"عن الأمين العام قوله ان"الجانب العربي يصبح غير مسؤول اذا حضر مثل هذا المؤتمر مع اسرائيل قبل ان تكون هناك شروط ونقاط واضحة في شأن ضرورة وقف الاستيطان، والا يصبح أمراً مضحكاً أن يحضر القادة مؤتمراً للسلام فيما بناء المستوطنات يتم في اللحظة التي يجلس فيها العرب مع الاسرائيليين". ودعا موسى الموجود في الولاياتالمتحدة"الاتحاد الأوروبي وأميركا والامم المتحدة واسرائيل الى الالتزام بوقف الاستيطان، وبأن الجدار الفاصل اجراء أمني سيزال، وان القدس واللاجئين موضع تفاوض، والحدود هي حدود 1948، والعودة الى اساسيات عملية السلام، وعندها يكون مهماً عقد مؤتمر". وكان وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم صرح أخيراً بأنه طرح على وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس خلال زيارتها إسرائيل الخميس الماضي عقد مؤتمر بين الدولة العبرية والدول العربية في الخليج وشمال افريقيا. لكن مصادر في الخارجية الاميركية قالت ل"الحياة"إن الادارة لم تأخذ قراراً في شأن مشروع عقد مؤتمر دولي، وتركز الآن على عملية الانسحاب وتنفيذ"خريطة الطريق"والحفاظ على حكومة ارييل شارون. الى ذلك، قالت مصادر سورية ان دمشق"لن تعارض"قمة عربية استثنائية، موضحة ل"الحياة"ان وزير الخارجية فاروق الشرع ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون توافقا على ان"الانسحاب الاسرائيلي من غزة ليس احادي الجانب مئة في المئة، باعتبار ان لمصر دوراً كبيراً فيه". واستناداً الى ذلك، فإن القاهرة"تسعى الى عقد قمة استثنائية بحيث يكون القرار المتعلق بغزة عربياً وليس مصرياً". وأشارت المصادر الى ان موضوع القمة"لم يبحث"خلال لقاء الشرع - الزعنون.