دعت رئيسة الفيليبين غلوريا ماكاباغال آرويو 58عاماً في خطاب عن حال الاتحاد في البلاد، ألقته أمام الكونغرس الفيليبيني في جلسته الافتتاحية امس، إلى إعادة النظر في النظام السياسي، في محاولة واضحة للخروج من الأزمة التي تسببت فيها مزاعم تزوير الانتخابات الموجهة إليها. وفي الوقت الذي احتشد فيه أكثر من 40 ألف متظاهر ضدها، تعهدت أرويو التي تخوض صراعاً من أجل البقاء في الساحة السياسية، بأن الجهود المطالبة باستقالتها وبتنحيها عن الرئاسة لن تضعف من عزيمتها، وأنها مستمرة في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية المنشودة. وقالت الخبيرة الاقتصادية التي تدربت في الولاياتالمتحدة إن النظام السياسي في البلاد"متعفن إلى درجة صار فيها عائقاً أمام التقدم". وأضافت:"النظام في حاجة إلى تغيير جذري ومن الأفضل أن يكون هذا التغيير في أسرع وقت ممكن. حان الوقت لبدء النقاش في شأن تعديل الدستور". وتقدمت أرويو باقتراح تحويل الكونغرس نفسه إلى جمعية تأسيسية بهدف تعديل الدستور لتغيير النظام الرئاسي الحالي إلى نظام برلماني فيديرالي. ولم تتقدم الرئيسة بجدول زمني لهذه التغييرات، ولم تقل إذا كانت ستتنحى قبل انتهاء فترة ولايتها عام 2010 بهدف السماح للنظام الجديد بتولي زمام السلطة بمجرد الموافقة على التعديلات الدستورية. وكان نحو 40 عضواً في الكونغرس قدموا شكوى يتهمون فيها أرويو بالتقصير. ويفترض أن يؤيد الشكوى ثلث الأعضاء ال235 في مجلس النواب، أي 79 مشرعاً، قبل أن يؤدي ذلك إلى البدء بإجراء الإقالة. ونظم آلاف من الأشخاص مسيرات في المراكز المدنية الرئيسية في الفيليبين أمس، أبرزها في مانيلا على بعد بضعة كيلومترات من مبنى الكونغرس. واحتشد المتظاهرون أيضاً في مدينتي ليغاسبي ونيغا في شرق البلاد ومدن سيبو وإلوالو وباكولود في وسط البلاد، إضافة إلى مدينتي دافاو وساغايان دو أورو وجنرال سانتوس في جنوب البلاد للمطالبة باستقالة أرويو. ووضع الجيش والشرطة في حال تأهب أمني منذ أول من أمس تحسباً لاحتمال وقوع هجمات خلال إلقاء أرويو كلمتها. وفي الكونغرس وحده، نشر ستة آلاف رجل شرطة يؤيدهم ألف جندي، بينما نشر باقي أفراد شرطة مانيلا البالغ قوامها 15 ألف رجل شرطة حول العاصمة.