فجرت شرطة سكوتلانديارد أجساماً مشبوهة في حديقة غرب لندن امس، أفادت"هيئة الاذاعة البريطانية"أن بينها طرداً كان يحتوي"أشرطة كهرباء ومسامير ومادة بنية اللون"، قد تكون له علاقة بالمتفجرات التي عثر عليها بعد محاولات التفجير الفاشلة في العاصمة البريطانية الخميس الماضي. وفي وقت واصلت الشرطة البحث عن منفذي اعتداءات الخميس، دافع قائد سكوتلانديارد ايان بلير عن"أوامر بالقتل"أُعطيت الى رجاله تستهدف انتحاريين مشتبهاً فيهم، لتفادي تفجيرات محتملة. وقال أن تلك الأوامر تأتي في أوقات بالغة الصعوبة، فيما تفاعلت قضية البرازيلي جان - شارل مينيزس الذي قتله رجال شرطة بثياب مدنية"خطأ"يوم الجمعة، بعد الاشتباه في أنه يحمل متفجرات. ونظم حوالي 30 برازيلياً مسيرة امام مقر سكوتلانديارد، مطالبين بتوضيحات للحادث، ومؤكدين ان"الاعتذار لا يكفي"، فيما اعتذر وزير الخارجية جاك سترو عن مقتل الشاب، لكنه دافع عن سياسة قتل الانتحاريين، لافتاً الى"الضغوط الشديدة"التي تواجهها قوات الأمن. راجع ص 8 وفي عمان، أكد وزير الداخلية الأردني عوني يرفاس أن مذكرة التفاهم الأمني مع الحكومة البريطانية لتسليم المطلوبين أمنياً، أصبحت جاهزة للتوقيع. وقال ل"الحياة"أن نص المذكرة سيعرض على مجلس الوزراء الأردني غداً من أجل إقراره، وتفويض وزير الداخلية التوقيع عليه مع نظيره البريطاني. ولا تحتاج المذكرة إلى عرضها على مجلس النواب لإقرارها، لأن توقيعها من الحكومتين الأردنية والبريطانية يعني دخولها حيز التنفيذ مباشرة. وكانت الحكومتان أنجزتا المذكرة الأسبوع الماضي، لكن جلسات الثقة بالحكومة الأردنية في البرلمان الأسبوع الماضي، أجلت التوقيع عليها. وقالت مصادر وزارة الداخلية الأردنية أن المذكرة الأمنية كانت موضع تفاوض بين البلدين على مدى سنة ونصف سنة، ولم تكن وليدة تداعيات التفجيرات في لندن. لكن المصادر لم تنف احتمال أن تكون التفجيرات عجّلت التوقيع. وبحسب المصادر الأردنية، تنوي الحكومة البريطانية تسليم الأردن فور التوقيع السلفي عمر محمود عثمان أبو عمر الملقب"أبو قتادة"مواليد 1961 الذي يعيش في بريطانيا منذ سنوات، ومطلوب لدى القضاء الأردني في قضايا تنظر فيها المحكمة العسكرية منذ العام 1998، أهمها اتهامه بتمويل"جماعة الإصلاح والتحدي"، ما أدى الى الحكم عليه غيابياً بالسجن 15 سنة. ودارت حول"أبو قتادة"منذ اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، علامات استفهام في بريطانيا، وضع بعدها تحت المراقبة الأمنية، وقيدت تحركاته، واختفى فترة قبل أن تعيد السلطات البريطانية اعتقاله وتفرج عنه أخيراً، لتفرض عليه الإقامة الجبرية. وفي تصريحات بثتها شبكات تلفزة أميركية مساء أمس، دعا السفير السعودي لدى المملكة المتحدة الأمير تركي الفيصل الذي رشحته القيادة السعودية سفيراً في واشنطن، الى تكثيف الجهود الدولية ورصد مزيد من الأموال لاعتقال زعيم"القاعدة"أسامة بن لادن. وشدد على أن السعودية تبذل جهوداً لضبط الحدود مع العراق، داعياً الجانب العراقي الى"فعل المزيد"في هذا الإطار، والى ارسال سفير الى الرياض. انتحاريو لندن وإسرائيل الى ذلك، أفادت تقارير في لندن أمس، عن ارتباط أحد الانتحاريين بعملية نفذها بريطانيان في اسرائيل عام 2003. وأفادت صحيفة"ذي صنداي تايمز"أن اعضاء في جماعة قادها زعيم اصولي عربي مهاجر في بريطانيا، كانوا على علاقة بأحد منفذي تفجيرات 7 تموز يوليو، مشيرة الى أن الجماعة جندت شباناً ولدوا في المملكة المتحدة لتنفيذ عمليات انتحارية في باكستان وإسرائيل. وكشفت صحيفة"ذي اندبندنت أون صنداي"أن محمد صديقي خان 30 سنة الذي نفذ تفجيرات"ادجوار رود"في 7 تموز كان أحد أصدقاء عمر شريف الذي خطط ونفذ تفجيرين انتحاريين في اسرائيل في نيسان أبريل 2003. وأشارت الى أن خان زار اسرائيل ليوم واحد في شباط فبراير 2003، في ما يعتقد بأنه جولة استطلاعية للانتحاريين الباكستانيي الأصل. ويعتقد بأن عائلة شريف عاشت في مدينة ليدز قبل أن تنتقل الى دربي، حيث ارتاد المسجد ذاته مع خان. وكانت السلطات الاسرائيلية عثرت قبل سنتين على جثة شريف بعدما فشل في تفجير نفسه، فيما نفذ العملية التي قتلت ثلاثة اسرائيليين رفيقه آصف حنيف. وكشفت الصحيفة ذاتها قبل أسبوع ارتباط خان بتنظيم"القاعدة"، اذ عُثر على إسمه في حاسوب لخبير باكستاني - أميركي اسمه محمد جنيد بابار 29 سنة اعتقل بعد حضوره"اجتماعات قمة"لتنظيم"القاعدة".